بحر الكامل

ومُدامةٍ أغنَتْ عن المصباحِ يلقى المساءَ إناؤُها بِصَبَاحِ لطفتْ مسالكها وخُصَّ مَحَلُّها

إن كنتَ ضِنّاً بي عَتبْتَ لأنَّني أخْلَلْتُ فاقصدْ في العتاب وأسجحِ لا تُفْسِدَنِّي بالتَّعسُّفِ بعدما

حتَّى متى يُورِي سِوايَ وأقْتَدِحْ حتى متى يُعْطى سواي وامْتَدِحْ حتَّامَ لاشعري أمَامَ المُجْتَنَى

خَلّ الزمانَ إذا تَقَاعَسَ أوْ نَجَحْ واشْكُ الهمومَ إلى المُدامةِ والقدَحْ واحفظْ فؤادَك إنْ شَربتَ ثلاثةً

خَجِلتْ خُدودُ الوردِ مِن تفضيله خجلاً تَورُّدُها عليه شاهدُ لم يخجل الورد المورّد لونه

لا زلتَ أبيضَ غُرَّةٍ وأَيادِ تبدو لنا في سُؤدد وسوادِ خِلَعٌ عليك جمالُها وجلالُها

لا تحملنَّ هموم أيامٍ على يومٍ لعلَّك أن تقصِّر عن غدِه

ولقد رأيتُك والياً مُستعلياً ولقد رأيتك في الحديد مُقَيَّدا إذ لم تزدك ولايةٌ في سؤددٍ

بلغ البُغاة عليَّ حيث أرادوا واللَّهُ كائدُهم بما قد كادوا وهو الشهيد عليَّ أني لم أقلْ

ما أنت بالمحسود لكنْ فوقَهُ إن المبينَ الفضلِ غيرُ مُحَسَّدِ هيهات فُتَّ الحاسدين فأذعنوا