بحر الكامل

قُل للمغيّب تحتَ أَطباقِ الثّرى إِن كنتَ تسمعُ صَرخَتي وَنِدائِيا صبّت عَليّ مَصائبٌ لو أنّها

قالَت أَنيسَةُ دَع بِلادَكَ وَاِلتَمِس داراً بِطيبَةَ رَبَّةَ الآطامِ تَكتُب عِيالَكَ في العَطاءِ وَتَفتَرِض

أَحَنُّ إِلى تِلكَ الأَبارِقِ مِن قَنا كَأَنَّ اِمرَأً لَم يَجلُ عَن دارِهِ قَبلي

أَمِنَ الجَميعِ بِذي البِقاعِ رُبوعُ راعَت فُؤادَكَ وَالرُبوعُ تَروع مِن بَعدِ ما بَلِيَت وَغَيَّرَ آيَها

وَواجَهَهُ جَذلانَ حَتّى أَمَرَّهُ بِيُمنى يَدَيهِ كَاِشتِمالِ المُخاطِرِ فَلَمّا خَشيتُ الذَمَ قُلتُ اِشفَعوا لَهُ

فَقُمتُ إِلى بَلهاءَ ذاتِ عُلالَةٍ مُعاوِدَةِ المَقرى جَمومِ الأَباهِرِ عَلاةٍ عَلَنداةٍ كَأَنَّ ضُلوعَها

نَعَبَ الغُرابُ وَلَيتَهُ لَم يَنعَبِ بِالبَينِ مِن سَلمى وَأُمِّ الحَوشَبِ لَيتَ الغُراب رَمى حَماطَةَ قَلبِهِ

أَصعَدنَ في وادي أُثَيدَةَ بَعدَمَا عَسَفَ الخميلَةَ وَاحزَأَلَّ صُواها

ولَقَد شَرِبتُ الَخمرَ أُسقَى صِرفَها بالخوعِ بَينَ قُطَيَّةٍ ومُرَوَّدِ

هَذَا وَرُبَّ مُسِوَّفينَ صَبَحتُهُم مِن خَمرِ بابِلَ لَذَّةً لِلشَّارِبِ بَكَروُا عَلَيَّ بسَحرَةٍ فصَبَحتُهُم