بحر الكامل

أَمنازلَ الأَحبابِ ما فعَلَ الأُلَى كُنَّا عَهِدناهُم بربعك أَوَّلا وَعَلامَ تُنزِلكَ الرِكابُ طَلائِحاً

عَلّل حَشاي بِذكر ذاكَ المَنزِلِ وَأَعِد أَحاديثَ الزَمانِ الأَوَّلِ وَأعذُر إِذا اِبتَدَرَت سَوابقُ أَدمُعِي

يا نائياً عَني حُرمتُ وَصالَهُ بِاللَهِ قُل كَيفَ السَبيلُ إِلى اللِّقا إِن كانَ أَجرُ العاشِقينَ بِصَبرِهم

رَقص الهِزارُ عَلى الغُصونِ المُيَّسِ لَما جَرى في الرَوضِ ساقي الأَكؤُسِ وَشَدا فَصَفَّقَتِ الجَداولُ بَهجَةً

وافي خَيالُكَ زائراً تَحتَ الدُّجَى حَتّى اِنتَبَهتُ لَهُ فَولَّى مُدبِرا يا طَيفُ في كَنَفِ السَلامةِ فَاِرتَحِل

هَذا عَزيزُ القَطرِ مَولانا الَّذي وَرِثَ الإِمارةَ أَكبَراً عَن أَكبَرِ تَزهو بَصورَتِهِ الطُروسُ وَدونَها

هذا كِتابٌ فُصِّلت آياتُهُ بِفَرائدٍ أَزرَت عُقودَ الجَوهَرِ فاقَت فَواصِلُه القَوافي إِذ أَتَتْ

ما مَرَّ ذِكرَكَ خاطِراً في خاطِري إِلّا اِستَباحَ الشَوقُ هَتكَ سَرائِري وَتَصَبَبَتْ وَجداً عَلَيك نَواظرٌ

هَتَفَتْ تُبَشِّرُ بِالضُّحى الأَطيارُ فَاِستَيقَظَت لِهُتافِها الأَزهارُ وَجَرَت تُصافِحُها النَسائم فَاِنثَنَت

طابَ الثَّناء بِمَدحِ عَبد القادرِ عِندي وَلَكن ضاقَ عَنهُ خاطِري شيِمٌ حَكَتْ زَهرَ الرِياضِ بِحُسنِها