بحر الكامل

يَا مَنْ زَهَا بِسَنَاهُ صَدْرُ النَّادِي وَهَوَاهُ فِي المُهَجَاتِ وَالأكْبَادِ حَفَلَ الرِّجَالُ يُوَدِّعُونَكَ رَاحِلاً

لك يَا حَفِيظَة خَالِداتُ مَفَاخِرٌ تَمْضِي السنونُ وَذِكْرُهَا مُتَجَددُ مِنْ عَالَمِ الْغَيْبِ اشْهَدي مُعْتَزَّةً

شَرَفاً أَحِبَّائِي بِأحْسَابٍ جَلَتْ أَضَوَاءُهَا قَتَمَ الظَّلاَمَ الدَّاجِي أَنَّا لَنَشْرَبَ كَأْسَنَا فِي وُدِّكُمْ

هل في الرثاء لقائليه جديد والموت يلقي الدرس ثم يعيد لا ينقضي تعديد ناء نابه

وقف الزمان فما لوعدك موعد وعفا المكان فما لعهدك معهد هي طلعة لك في الحياة وغيبة

أَكَذَا نِهَايَةُ ذَلِكَ الْجُهْدِ أَكَذَا خِتَامُ السَّعيِ وَالْجِدِّ أَكَذَا المَآثِرُ فِي نَتَائِجِهَا

يَا مَنْ نَأَى عَنِّي وَكَانَ مُرَادِي أَتَرَكْتَنِي أَحْيا جَرِيحَ فؤادِي إِنْ غِبْتَ وَا وَلَدَاهُ عَنْ عَيْنِي فَمَنْ

يَدْعُوكَ مُعْتَل وَأَنْتَ بَعِيدُ بِالأَمْسِ كُنْتَ تَعُودُهُ وَتعِيد عَزَّ الْعَزَاءُ عَلَى السَّقِيمْ يَلُج فِي

قَصْرُ الجَزِيرَةِ يَا دِيَارَكِ مُزْدَهٍ يَا نَائِباً عَنْ حِبْرِ أَحْبَارِ الهُدَى يَا سَيِّداً فِي أُمَّةٍ أَنْهَضْتَهَا

يَا مَنْ لَهُ مِنْ جَانِبَيْ عَلْيَائِهِ شَرَفُ الْعَزِيزِ بِنَفْسِهِ وَالْمَحْتِدِ يَوْمُ رُزِقْتَ بِهِ حُسَيْناً حَقَّقَتْ