بحر الكامل

أَرْضَيْتَ قَوْمَكَ يَا أَبَرَّ أبِ وَأَجَدْتَ مَزْجَ الدِّينِ بالأَدَبِ هَذَا الكِتَابُ ذَخِيرَةٌ نَدَرَتْ

باخوم للرهبان من قدم بني ديرا فكان بما بناه الأولا وتنافس الأبرار فيما بعده

شَمسان في فلك الجَمال تقارنا قُرباً كَقُرب مقبّلٍ لِمقبّلِ أَرعاهما فذّاً وَطَوراً توأماً

أَبْهَجْ بِحُسْنِكِ يَا سَمَاءُ وَحَبَّذَا هَذِي النُّجومُ وَهَذِهِ الأَقْمَارُ أَنْضَرْ بَنَبْتِكَ يَا جَنَانُ وَحَبَّذَا

أَتَرَوْنَ فَوْقَ مَنَاكِبِ الأَدْهَارِ شَفَقاً يَلُوحُ كَعَسجَدٍ مُنْهَارِ حِقَبٌ دَجَتْ مِنْهَا السُّفُوحُ وَلَمْ يَزَلْ

أَعْلَى مَكَانَتَكَ الإلَهُ وَشَرَّفَا فَانْعَمْ بِطِيبِ جِوارِهِ يَا مُصْطفَى أَليَوْمَ فُزْتَ بِأَجْرِ مَا أَسْلَفْتَهُ

أَرَأَيْتَ فِي أَثَرِ الغَمَامِ الوَادِقِ جَرْيَ العُيُونِ بِدَمْعِهِنَّ الدَّافِقِ هِيَ دِيمَةٌ خَرْسَاءُ أَلْقَتْ دَرَّهَا

أَحْسنْتَ شكْرَكَ لِلَّذِي أَعْطَاكَا قَامَ الأَساسُ وَلمْ يقُمْ لَوْلاَكَا دَارُ الشَّفَاءِ هِيَ الثَّنَاءُ عَلَى الَّذِي

أَبْكِي الْوَفاءَ غدَاةَ أَبْكِيكا أَبْكِي الْمُرُوءَة وَالنَّدَى فيِكا مَا طالَ بِي أَجَلِي سُيوحِشُنِي

أَبِسَفْكِ مَاءِ المَدْمعِ الْهَطَّالِ يُودَى دَمُ الشُّهَدَاء وَالأَبْطَالِ وَهَلِ الوَفَاءُ يَكُونُ فِي تَشْيِيِعنَا