بحر الكامل

يا مَنْ بِتَوْزِرَ ضاقَ وَاسعُ صدرِه وغدا يُكَابِدُ ما اقتضاه الحالُ وبدا تقلّصُ ظلّها عن شكلها

أَكْرِمْ بها من روضةٍ لرُقادِ سَمَّوْهُ رَمْسَ عزيزةِ الأجوادِ بنتِ الملوك الصّيد ساداتِ الورى

هذا ضريحٌ يَا لَهُ من مشهدٍ غَربَتْ به شمسُ البشيرِ محمّدِ انظرْ له ماذا حوى من بهجةٍ

السّعدُ تُخْبِرُنا شواهدُ حالِه أن قد كسا علياك ثَوْبُ جمالِه وعليك قد ضرب الفخارُ سُرادقاً

هذا المنى فانعم بطيب وِصال فلطالما أضناك طول مِطَال ماذا وكم أوليتَني يا مُخبِري

انْظُرْ له نوراً بدا مشهودا يأوي له رجلٌ غَدَا مسعودا في ظلمة الأسواق لاح كأنّما

زارت على خَفَرٍ وحسنِ تردّدٍ فقضت بتقطيع الجوانح واليَدِ آنَسْتُ إذ قد آنَسَتْ من لطفها

بَلَدُ الخلافة في الجمال فريد ولِشأنِه عَرْضٌ مداه بعيد مَنْ ظنَّ يُحْسِنُ وصفَه فكأنّما

الموتُ كَمْ فَجَع الورى وثباتُه إن لم يَثِبْ فَبِمَرْصَدٍ سطواتُه كيف اغترارُك بالحياةِ وحَبْلُهَا

قَسَماً بمكّة والمشاعرِ كلِّها لهي السَّنَا وسراجُها ابنُ سراج