بحر المتقارب

رأيت على خدِّها شامَةً كَحُلكة ناظرها في السوادِ فقلت لها لِمْ عجمتِ الشقيق

وسِرْبٍ من الآنسات الحِسِان غوالي الوصالِ رِخاص الصدودِ سَرَقن الرياضَ حُلَى رَقْمها

فإن يك كوكبُه مظلِماً فإنّي لظُلمته واقِدُ وإن يك درهمُه زائفاً

دعا دمعَهن فراقٌ فجادا وأعجلهن التَّنائي فَزَادَا فلم أر دمعاً كأَدْمُعِهِنَّ

ألاَ سَقِّني بالمَلا الصَّحْصَحِ ونجمُ دجى الليل لم يَجْنَحِ ببِكرٍ من الرَّاح لم تُفْتَرَعْ

تركنا النّعيم لأهل النَّعيم وجئنا العناءَ لكي نَسْتريحا ونطردُ بالعزّ ذلَّ الخمولِ

ألا مَنْ لنفسي وأوصابِها ومَن لدموعي وتَسْكابِها إذا فزَّع الشوقُ حبَّ القلوبِ

لقد نَطق العودُ عن سِّره فغادر كلَّ صحيح كئيبُ فشبَّهتُ مَيْلَ معاصِيرِه

إذا لبِس البدرُ من غيمه غِلاَلة سَكْبٍ له أو قَصَب ذكرتُ به وجه من شَفَّني

بعثتُ بصفرة لونِ المحبِّ وحمرةِ توريد خدّ الحبيبِ وأبردَ من لَثْم ثَغرِ الحبيب