بحر المتقارب

عَرفتُ الدّيارَ كسُحقِ البُرودِ كأن لم تكنْ لأنيسٍ ديارا ذَكرتُ بِها نزواتِ الصّبا

ولمّا أَردت طروقَ الفتاةِ وصاحبني صاحبٌ لا يغارُ صموتُ اللسان بعيد السّماعِ

رأيتُ فلم أرَ فيما رأيتُ مصاباً كيومِ ردى الأوحدِ وعوّدنِي الرُّزءَ مرُّ الزّمانِ

سقاني السُّلافةَ من ريقه وأقطفنِي الوردَ من خدِّهِ وعوّضنِي بقصير الوصا

سَلامٌ على العَمل الصالحِ وغادٍ من النُّسكِ أو رائحِ سلامٌ على السَّنَنِ المستقيمِ

أمِنْ بعد ستّينَ قد جُزتُها تعجّب أسماءُ من شيبتي وأعجبُ من ذاك لوْ ما كَبِرْتُ

عَثَرتُ وَلَولا اِنتِياشُ الإلهِ لكنتُ صريعَ ردى عثرتي وَأَخرجنِي اللَّهُ مِن قَعرها

أَلا هَل لما فات من مطلبِ وهل عن ردَى المرءِ من مَهرَبِ وَهَل لامرئٍ يبتغيهِ القضا

لَوَ اِنّكَ عَرَّجتَ في منزلٍ يَهونُ العَزيزُ بأَرجائِهِ وَبيءِ المَواردِ لا يستفيقُ

لَقَد ضَلّ مَن يَسترقّ الهَوى وَعَبدُ الغَرامِ طَويلُ الشَّقا وَكَيفَ أَحلُّ بِدارِ الصَّواب