بحر المتقارب

أَتَيتُ اِبنَ عَمروٍ فَصادَفتُهُ مَريضَ الخَلايِقِ مُلتاثَها فَظَلَّت جِيادي عَلى بابِهِ

شَهِدتُ الرَقاشِيَّ في مَجلِسٍ وَكانَ إِلَيَّ بَغيضاً مَقيتا فَقالَ اِقتَرِح يا أَبا جَعفَرٍ

لَنَقلُ الرِمالِ وَقَطعُ الجِبالِ وَشُربُ البِحارِ الَّتي تَصطَخِب وَكَشفُ الغِطاءِ عَن الجِنِّ أَو

وَإِنَّكَ إِن غِبتَ عَنّي وَلَم أَجِد لي سِوى ذِكرِ قَلبٍ وَفَم لِيَ اللَهُ ثُمَّ النَبِيُّ الكَريمُ

لَعَمري لَئِن حَجَبَتني العَبيدُ لَما حَجَبَت دونَكَ القافِيَه سَأَرمي بِها مِن وَراءِ الحِجابِ

أَبا جَعفَرٍ وَأُصولُ الفَتى تَدُلُّ عَلَيهِ بِأَغصانِهِ أَفي الحَقِّ أَنَّ صَديقاً أَتاكَ

تَعَزَّ فَكَم لَكَ مِن أُسوَةٍ تُبَرِّدُ عَنكَ غَليلَ الحَزَن بِمَوتِ النَبِيِّ وَقَتلِ الوَصِيِّ

وَأَهدَيتَهُ زَمِناً فانِياً فَلا لِلرُكوبِ وَلا لِلثَمَن حَمَلتَ عَلى زَمَنٍ شاعِراً

وَمَيثاءَ خَضراءَ زَربِيَّةٍ بِها النَورُ يُزهِرُ مِن كُلِّ فَنّ ضَحوكاً إِذا لاعَبَتهُ الرِياحُ

وَداعُكَ مِثلُ وَداعِ الرَبيعِ وَفَقدُكَ مِثلُ اِفتِقادِ الدِيَم عَلَيكَ السَلامُ فَكَم مِن وَفاءٍ