بحر المتقارب

شَفاني الخَيالُ بِلا حَمدِهِ وَأَبدَلَني الوَصلَ مِن صَدِّهِ وَكَم نَومَةٍ لِيَ قَوّادَةٍ

أَلا مَن لِعَينٍ وَتَسكابِها تَشَكّى القَذى وَبُكاها بِها تَمَنَّت شُرَيرَ عَلى نَأيِها

مَضى مِن شَبابِكَ ما قَد مَضى فَلا تُكثِرَنَّ عَلَيكَ البُكا وَشَعَّلَ شَيبُكَ مِصباحَهُ

جَفاني النُمَيرِيُّ فيمَن جَفا وَما كانَ إِلّا كَمَن قَد سَرى وَيَزعَمُ أَنّي لَهُ حافِظٌ

وَسارِيَةٍ لا تَمَلُّ البُكا جَرى دَمعُها في خُدودِ الثَرى سَرَت تَقدَحُ الصُبحَ في لَيلِها

فَلَو كانَ لِلشُّكر شَخص يبين إِذا ما تَأَمّله الناظِرُ لمثّلتُه لك حَتّى تَراهُ

وَلمّا رَأَيتُكَ لا فاسِقاً تُهابُ وَلا أَنتَ بِالزّاهِد وَلَيسَ عَدُوّك بِالمُتّقى

يَبعّث مِنهُ النَّدى في المُحول رَبيعا سَحائِبُه تَهطِل وَيَبعَث مِنهُ الوَغى ضَيغَما

وَما زِلتُ مُذ لَدُنُ اعطِيتُهُ أُدافِع عَنه حِمامَ الأَجَل أُعَوّذه دائِماً بِالقُرآن

وَأَنتِ هَوى النَّفس مِن بَينهم وَأَنتِ الحَبيبُ وَأَنتِ المُطاع وَما بِكِ إِن بَعُدوا وَحشَة