بحر المتقارب

صَحِبتُ الحَياةَ فَطالَ العَناءُ وَلا خَيرَ في العَيشِ مُستَصحَبا وَقَد كُنتُ فيما مَضى جامِحاً

يُؤَدِّبُكَ الدَهرُ بِالحادِثاتِ إِذا كانَ شَيخاكَ ما أَدَّبا بَدَت فِتَنٌ سودِ الغَمامِ

عَلَيكُم بِإِحسانِكُم إِنَّكُم مَتى تَكتِبوا غَيرَكُم تُكبَتوا يُرَبّي المَعاشِرُ أَبناءَهُم

أَتَرغَبُ في الصيتِ بَينَ الأَنامِ وَكَم خَمَلَ النابِهُ الصَيِّتُ وَحَسبُ الفَتى أَنَّهُ مائِتٌ

أَصُمتَ الشُهورَ فَهَلّا صَمَتَّ وَلا صَومَ حَتّى تُطيلَ الصُموتا يُلاقي الفَتى عَيشَهُ بِالضَلالِ

أَخو الراحِ إِن قالَ قَولاً وَجَدتَ أَحسَنَ مِمّا يَقولُ الصُموتا وَيَشرَبُ مِنها إِلى أَن يَقيءَ

يَمُرُّ بِكَ الزَمَنُ الدَغفَلِيُّ وَكَم فيهِ مِن رَجُلٍ أَسنَتا فَلا تَسأَلِ المَرءَ عَن سِنِّهِ

نُفوسٌ تُشابِهُ أَصحابَها عَتَوا في زَمانِهِمُ إِذ عَتَت وَما يَرتَضي اللُبُّ عِندَ البَيانِ

عَذيرِيَ مِن صورَةٍ قَد عَثَت وَمِن كَفِّ دافِنِها إِذ حَثَت وَنَفسٍ تَمَنَّت لَذيذَ الطَعامِ

لَقَد لَقِيَ المَرءُ مِن دَهرِهِ عَجائِبَ يُغلِثُها الغالِثُ وَكَم باتَ ثانِيَ عِرسٍ لَهُ