بحر المتقارب

فَقَدتُ البُحورَ وَأَهلَ الوَفاءِ وَأَصبَحتُ في غَدرٍ كَالغُدُر وَما زالَ يَردُؤُ ذاكَ الجَوادُ

أَغارَت عَلَيهِم خُيولُ الزَمانِ كَأَنَّ خُيولَهُم لَم تُغِر وَقَد كانَ يَركَبُها طِفلُهُم

وَجَدتُ الأَنامَ عَلى خُطَّةٍ نَهارُهُم كَالظَلامِ اِعتَكَر فَلا يُزهِدَنَّكَ في العارِفاتِ

تَحَفَّظ بِدينِكَ يا ناسِكاً يَرى أَنَّهُ رابِحٌ ما خَسِر فَلَستَ كَغَيرِكَ أُطلِقتَ في

أَرى الشَهدَ يَرجِعُ مِثلَ الصَبرِ فَما لِاِبنِ آدَمَ لا يَعتَبِر وَخَبَّرَهُ صادِقٌ بِالحَديثِ

إِذا عَثَرَ القَومُ فَاِغفِر لَهُم فَأَقدامُ كُلِّ فَريقٍ عُثُر وَإِن دَثَرَ القَلبُ فَأسَف لَهُ

أَرى الخَيرَ في عُمُري حَسرَةً لِأَنّي عَن فِعلِهِ عاجِزُ إِذا رُمتُهُ مَرَّةً في الزَمانِ

غَدا اِبنُ عَجوزٍ لَها مائِراً فَقَد صادَفَ اِبنَةَ ظِلٍّ عَجوزا أَجازَت عَلَيهِ بَناتٍ لَها

بَقائِيَ الطَويلُ وَغِيِّ البَسيطُ وَأَصبَحتُ مُضطَرِباً كَالرَجَزِ وَلي نَفَسٌ لَم يَزَل دائِباً

إِذا الحَيُّ أُلبِسَ أَكفانَهُ فَقَد فَنِيَ اللُبسُ وَاللابِسُ وَيَبلى المُحَيّا فَلا ضاحِكٌ