بحر المنسرح

شيخٌ لنا من شيوخِ بَغدادِ أغذَّ في اللَّهوِ أيَّ إغذاذِ رَقَّ طِباعاً ومَنطِقاً فغَدا

دونَكَها نَرجِسيَّةَ الجَسَدِ على أفانينِ مُسمِعٍ غَرِدِ فقد جَلا النَّرجِسُ الجَنِيُّ لنا

كانَ جَليداً فخانَه جَلَدُهْ وعادَه بعدَ هِمَّةٍ كَمدُهْ وأطلقَ الشَّوقُ أَسْرَ عَبرَتِه

أَ أُقحُواناً أَرَتْهُ أم بَرَدَا غَيداءُ يهتزُّ عِطْفُها غَيَدا رَنَتْ إليهِ بِطَرْفِ خاذِلَةٍ

قلْ للأميرِ الذي علا فغَدا مُرتدياً بالعُلى ومتَّشِحا فتحْتَ بابَ العُلى ومثلُك لا

ساريةٌ في الظَّلامِ مُهدِيةٌ إلى النفوسِ الرَّدى بلا حَرَجِ شائلةٌ في ذنيبِها حُمَةً

لا تأخُذَنِّي بجُرمِ كاساتِ فما جناياتُها جِناياتي فالسُّكرُ بَرِّيِّةٌ بلا عَلَمٍ

الكأسُ قُطْبُ السُّرورِ والطَّرَبِ فاحْظَ بها قبلَ حادثِ النُّوَبِ وانظُرْ إلى الليلِ كيفَ تَصدَعُهُ

يا حُسْنَ لَيْنُوفَرٍ شُغِفْتُ به يمنَحُه الماءُ صفْوَ مشروبِهْ كأنه عاشقٌ به ظمأ

يومُ رَذاذٍ مُمسَّكُ الحُجُبِ يَضحَكُ فيه السُّرورُ من كَثَبِ ومَجلِسٌ أُسبِلَتْ ستائرُه