بحر الوافر

الم تعلم بمن تقع الخُطوب وهل تدري النَّوآئبُ من تنوب بَلى وكأنَّما الأَحْداث تَغْشىَ

وَدَوحٍ مالَتِ الأَغصانُ مِنهُ فَخِلتُ مُميلَها وَسَنَ العُيونِ كَأَنِّي إِذ نَبَذتُ النَّومَ فيهِ

أَراني مِنكَ يا كَعبَ بنَ عَمروٍ عَلى قُربِ المَوَدَّةِ في تَقالِ عَلَيكَ إِذا حَسَدتَ طِلابَ فَضلي

أَفي نَجدٍ تُحاوِرُكَ القَبولُ أَظُنُّ الرّيحَ تَفهَمُ ما تَقولُ تَغَنَّت في رِحالِ الرَّكبِ حَتّى

أَما حَيّاكُمُ عَبقُ النَّسيمِ فَيُخبِرُ عَن ثَرى تِلكَ الرُّسومِ وَتُنجِدُهُ الذَّوافِرُ حينَ تُرخى

تُحاذِرُ أَن أَسُبَّكَ يا ابنَ سَلمى كَأَنَّ أَباكَ في حَسَبٍ كَريمِ وَبِالشَّهباءِ مِن حَزنِ ابنِ عَمروٍ

إِذا عَزَّت صِفاتُكَ أَن تُراما قَضَينا في الحَديثِ بِها ذِماما وَما قَصُرَت يَدٌ دونَ الثُّرَيّا

وَقالوا قَد تَغَيَّرَتِ اللَّيالي وَضُيِّعَتِ المَنازِلُ وَالحُقوقُ وَأقسِمُ ما استَجَدَّ الدَّهرُ خَلقاً

فؤادٌ ما يَقِرُّ مِنَ الوَجيبِ وَدَهرٌ لا يَجودُ عَلى لَبيبِ وَجَفنٌ تُحسَبُ العَبَراتُ فيهِ

بيثرب للعلا رفعت قباب بها للجود قد هطلت سحاب قبابٌ لم تزل في الدهر قدما