بحر الوافر

مَتى ارْتَجَعْتَ مَواهِبَها الْكِرامُ وَهَلْ يَسْتَرْجِعُ الْغَيْثَ الْغَمامُ أَيَصْعَدُ عائِداً فِي السُّحْبِ قَطْرٌ

مَتى أَنا طاعِنٌ قَلْبَ الْفِجاجِ وَرامِي الْخَرْقِ بِالْقُلُصِ النَّواجِي وَقائِدُ كُلِّ سَلْهَبَةٍ عَبُوسٍ

تَجافَ عَنِ الْعُفاةِ وَلا تَرُعْهُمْ فَإِنِّي ناصِحٌ لَكَ يا زَمانُ أَخافُ نَدى يَمِينِ الْمُلْكِ يَقْضِي

قولا لِفَخْراوَرَ قَوْلَ امْرِئٍ فِي عِرْضِهِ عاثَ وَفِي الرِّيشِ راثْ يا جَبَلَ الُّلؤْمِ الثَّقِيلِ الَّذِي

أبا حَسَنٍ لَئِنْ كانَتْ أَجابَتْ هِباتُكَ مَطْلَبِي قَبْلَ الدُّعاءِ لَما ضاعَ اصْطِناعُكَ فِي كَرِيمٍ

تَحَرّانِي الزَّمانُ بِكُلِّ خَطْبٍ وَعانَدَنِي الْقَضاءُ بِغَيْرِ ذَنْبِ كَأَنَّ الدَّهْرَ يُحْزِنُهُ سُرُورِي

وَإِنِّي لِلزَّمانِ لَذُو نِضالٍ فَبِي مِنْ حَدِّ أَسْهُمِهِ كُلُومُ وَسَلاَنِي عَنِ الأَحْبابِ دَهْرٌ

نَفضْتُ يَدِي مِنَ الآمالِ لَمّا رَأَيْتُ زِمامَها بِيَدِ الْقَضاءِ وَما تَنْفَكُّ مَعْرِفَتِي بِحَظِّي

لَعَمْرُ أَبِي الْعَطَاءِ لَئِنْ تَوَلّى لَنِعْمَ مُعَرَّجُ الرَّكْبِ الطِّلاحِ ونعم أبو الضيوف إذا أطاحت

إِذا ما ارْتاحَ لِلرّاحِ النَّدامى وَهَيَّجَتِ ابْنَةُ الكَرْمِ الْكِراما وَقامَ يُدِيرُها صَهْباءَ صِرْفاً