بحر الوافر

زُحافُ الشِعرِ قَبضٌ ثُمَّ كَفٌّ بِهِنَّ لِأَحرُفِ الأَجزاءِ نَقصُ وَخَبنٌ ثُمَّ طَيٌّ ثُمَّ عَصبٌ

لَوَ اَنَّكَ بِالقَريضِ قَصَدتَ حَمدي لَكُنتَ مَعَ الإِيابِ حَمِدتَ قَصدي وَلَكِن رُمتَ بِالشِعرِ اِمتِحاني

لَئِن سَلَّ الزَمانُ لَنا مَناصِل فَصُنعُ الوُدَّ عِندي غَيرُ ناصِل وَإِن أَخَّرتُ عَن مَولايَ سَعيِي

أَغارَ الغَيثَ كَفُّكَ حينَ جادا فَأَفرَطَ في تَرادُفِهِ وَزادا أَظُنُّ السُحبَ تَحسُدُنا عَليهِ

حُضوري عِندَ مَجدِكَ مِثلُ غَيبي وَبُعدي عَن جَنابِكَ مِثلُ قُربي فَإِن تَكُ غائِباً عَن لَحظِ عَيني

أُجِلَّكَ أَن تُواجَهَ بِالقَليلِ وَلَم أَقدِر عَلى القَدرِ الجَزيلِ فَأَترُكُ خيرَةً هَذا وَهَذا

بَعَثتُ هَدِيَّتي لَكُمُ وَليسَت بِقَدرِكَ في القِياسِ وَلا بِقَدري وَلَكِن حَسبُ إِمكاني وَأَرجو

نَزِفُّ إِلَيكَ أَبكارَ المَعاني وَسائِرُها لَنا مِنكَ اِكتِسابُ وَنَحمِلُ مِن نَداكَ إِلَيكَ مالاً

لَقَدِ اِشتاقَ سَمعي مِنكَ لَفظاً وَأَوحَشَني خِطابُكَ بَعدَ بَيني فَأَودِع طيبَ لَفظِكَ لي كِتاباً

أَخِلّانَ المُدامِ هَجَرتُموني لِهَجري عَن قَليلٍ لِلمُدامِ وَأَصبَحَ مَن سَمَحتُ لَهُ بِروحي