بحر الوافر

لَعَمرُكَ ما تَجافى الطَيفُ طَرفي لِفَقدِ الغُمضِ إِذ شَطَّ المَزارُ وَلَكِن زارَني مِن غَيرِ وَعدٍ

بَدَت تَختالُ في ذَيلِ النَعيمِ كَما مالَ القَضيبُ مَعَ النَسيمِ وَأَشرَقَ صُبحُ واضِحَها فَوَلّى

أَصَمَّ اللَهُ أَسمَعَنا المَلاما وَقَصَّرَ عُمرَ أَطوَلِنا مَطالا وَأَعمى طَرفَ أَعذَرِنا لِحاظاً

إِذا عَلِمَ العِدا عَنكَ اِنتِقالي فَخُذ ما شِئتَ مِن قيلٍ وَقالِ وَنالوا مِنكَ بِالأَقوالِ عِرضاً

حَديثُ الناسِ أَكثُرُهُ مُحالُ وَلَكِن لِلعِدى فيهِ مَجالُ وَأَعلَمُ أَنَّ بَعضَ الظَنِّ إِثمٌ

أَذابَ التِبرَ في كَأسِ اللُجَينِ رَشاً بِالراحِ مَخضوبَ اليَدينِ وَطافَ عَلى السَحابِ بِكَأسِ راحٍ

كَذا فَليَصبِرِ الرَجُلُ النَجيبُ إِذا نَزَلَت بِساحَتِهِ الخُطوبُ يَسُرُّ النَفسَ ثُمَّ يُسِرُّ حُزناً

لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ فَما فَوقَ التُرابِ إِلى التُرابِ كَذَلِكَ قالَ خَيرُ الخَلقِ طُرّاً

نُفوسُ الصيدِ أَثمانُ المَعالي إِذا هَزَّت مَعاطِفَها العَوالي وَأَبدَت أَوجُهُ البيضِ اِبتِساماً

كَتَبتُ فَما عَلِمتُ أَخَطُّ نَقشٍ يَلوحُ لِناظِري أَم حَظُّ نَفسي فَتَمَّ بِهِ عَليَّ سُرورِ يَومي