بحر الوافر

أَتُخْفِرُ ذِمَّتِي وَتَرُومُ عَطْفِي لَقَدْ مَنَّتْكَ نَفْسُكَ بِالْكِذابِ فَمَا بَعْدَ الْقَطِيعَةِ مِنْ تَلاقٍ

أَلَمْ تَعْلَمْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَبْقَى بِأَنَّ الصَّمْتَ مَنْجَاةُ الأَرِيبِ فَلا تَأْمَنْ عَلَى سِرٍّ حَبِيباً

بَلَوْتُ سَرائِرَ الإِخْوَانِ حَتَّى رَأَيْتُ عَدُوَّ نَفْسِي مِنْ حَبِيبِي فَلا تَأْمَنْ عَلَى سِرٍّ صِحاباً

وَبَاكِيَةٍ شَجَتْ قَلْبِي بِلَحْنٍ تَهِيجُ لَهُ الْمَسامِعُ وَالْقُلوبُ سَأَلْتُ فَقِيلَ قَدْ فَقَدَتْ حَبِيباً

أَعِدْ يا دَهْرُ أَيَّامَ الشَّبَابِ وَأَيْنَ مِنَ الصِّبَا دَرْكُ الطِّلابِ زَمَانٌ كُلَّما لاحَتْ بِفِكْرِي

فَزِعْتُ إِلَى الدُّمُوعِ فَلَمْ تُجِبْنِي وَفَقْدُ الدَّمْعِ عِنْدَ الْحُزْنِ دَاءُ وَما قَصَّرْتُ في جَزَعٍ وَلَكِنْ

لَقَدْ صَفِرَتْ عِيابُ الْوُدِّ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّتِي بَعدَ امْتِلاءِ وَعَادَتْ أَوْجُهُ الْمَعْرُوفِ سُوداً

أُعَزّي فيكَ أَهلَكَ أَم أُعَزّي عُفاةَ الناسِ أَم هِمَمَ الكِرامِ وَما أَدري أَرُكنُ الجاهِ أَودى

مَضَيتَ وَنَحنُ أَحوَجُ ما نَكونُ إِلَيكَ وَمِثلُ خَطبِكَ لا يَهونُ بِرَغمِ النيلِ أَن عَدَتِ العَوادي

أَيَدري المُسلِمونَ بِمَن أُصيبوا وَقَد وارَوا سَليماً في التُرابِ هَوى رُكنُ الحَديثِ فَأَيُّ قُطبٍ