بحر الوافر

بنو الدُنيا عَلو طَمَعاً وَغَدرا فَلَستَ تَرى بِهم أَحَداً عَفيفا كَحيتان البِحار تَجور ظُلماً

إِذا قرن المَليح إِلى قَبيح فَذَلِكَ في المَذاق أَجلّ شُنعه وَإِن زَعَموا بِهِ نَوعاً بَديعاً

وَورشانٍ تَعشقه حمام فَكُنَّ لِنُور بِهجَتِهِ فراشا يَقول أَقلّهم سَفهاً وَجَهلاً

دَع السُفَلاءَ وَاِختَر ذا وَفاءٍ مِن النُبَلاء وَاِغنَم طيب أنسه وَلا تَرجو الصَداقة مِن جَهولٍ

سؤال سِوى مَليك الأَمر شرك فَلَيسَ لِغَير رَبّ العَرش ملكُ وَما لي وَالوَرى لِلّه ملكُ

أَرى نَفسي أَبَت طَلَب التَمَنّي وَقَد أَحسَنت بِالرزّاق ظَنّي فَقُلت لَها إِلى كَم ذا التَأنّي

يا مَن غَدا في أَمره حائِراً صَبراً فَقَد فازَ الصَبور الشَكور وَإِن تَضق ذرعاً فَسلّم وَقُل

وَأغيَد كُنت أَعشقهُ قَديماً وَلَم أَكُ في تَقلّبه عَليما عَهدت بِوجهِهِ صُبحاً بَسيماً

رِواية حِكمَةٍ جَمَعَت فُنوناً وَآداباً بِها العَقل اِستَنارا وَمُذ أَرّختها كانَت بِخَير

لَئن أَبطا بِخطّي سوء حَظّي فَلي أَمل بِعَفوك عَن قُصوري وَأعلم أن ودّ سِواك أَمر