عموديه

يومَ بدرٍ وأنت أعلى مَقاما إن ذكرنا من بعدِكَ الأيّاما ما ذكرنا بِكَ القَواضبَ يَقْظَى

تلك عُقبى البغيِ فانظر كيف عادا يا له من مُصعَبٍ ألقى القيادا أرأيتَ القومَ شرّاً وأذىً

وَضَحَ اليقينُ لمن يَرى أو يَسمعُ ولَقلَّما تُجدِي الظُّنونُ وتَنفعُ النَّصرُ حَقٌّ والمُنَبِّئُ صادقٌ

نَبِّئ سِوايَ فَما لي حِينَ تُخبرني بَأسُ الحَديدِ وَلا صَبرُ الجَلاميدِ ماذا حَملتَ مِن الأَنباءِ لا رُزِئَت

ما للنفوس إلى العَمايةِ تجنحُ أتظنُّ أنّ السيفَ عنها يَصفحُ داويتَ بالحسنَى فلجَّ فسادُها

بِسيفك فيما اخترتَ من عاجلِ القتلِ سُقِيتَ ذُعافَ الموتِ فَاشْربْ أبا جَهلِ هُو السّيفُ لولا الجبنُ لم يَمْضِ حدُّه

دعا فأجابوا والقلوبُ صَوادِفُ وقالوا اسْتَقمنا والهَوى مُتجانِفُ مَضَى العهدُ لا حربٌ تُقامُ ولاأذىً

هِيَ الأواصرُ أدناها الدَّمُ الجاري فلا محالةَ من حُبٍّ وإيثارِ الأسرةُ اجتمعتْ في الدّارِ واحدةً

إملإِ الأرضَ يا مُحمّدُ نُورا وَاغْمرِ النّاسَ حِكمةً والدُّهورا حجبتكَ الغيوبُ سِرّاً تجلى

أقبِلْ فتلك دِيارُ يَثربَ تقبل يَكفيكَ من أشواقها ما تَحمِلُ طالَ التّلَوُّمُ والقلوبُ خوافقٌ