عموديه

أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها أبعد ما بان عنك خُرَّدُها ظِلْتَ بِهَا تَنْطَوِي عَلى كَبِدٍ

كَم قَتيلٍ كَما قُتِلتُ شَهيدِ بِبَياضِ الطُلى وَوَردِ الخُدودِ وَعُيونِ المَها وَلا كَعُيونٍ

أَقصِر فَلَستَ بِزائِدي وُدّا بَلَغَ المَدى وَتَجاوَزَ الحَدّا أَرسَلتَها مَملوءَةً كَرَماً

اليَومَ عَهدُكُمُ فَأَينَ المَوعِدُ هَيهاتَ لَيسَ لِيَومِ عَهدِكُمُ غَدُ المَوتُ أَقرَبُ مِخلَباً مِن بَينِكُم

أَيا خَدَّدَ اللَهُ وَردَ الخُدودِ وَقَدَّ قُدودَ الحِسانِ القُدودِ فَهُنَّ أَسَلنَ دَماً مُقلَتي

إِنَّ القَوافي لَم تُنِمكَ وَإِنَّما مَحَقَتكَ حَتّى صِرتَ ما لا يوجَدُ فَكَأَنَّ أُذنَكَ فوكَ حينَ سَمِعتَها

مُحَمَّدُ بنَ زُرَيقٍ ما نَرى أَحَدا إِذا فَقَدناكَ يُعطي قَبلَ أَن يَعِدا وَقَد قَصَدتُكَ وَالتَرحالُ مُقتَرِبٌ

ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ حَتّى أَكونَ بِلا قَلبٍ وَلا كَبِدِ وَلا الدِيارُ الَّتي كانَ الحَبيبُ بِها

أُحادٌ أَم سُداسٌ في أُحادِ لُيَيلَتُنا المَنوطَةُ بِالتَنادِ كَأَنَّ بَناتِ نَعشٍ في دُجاها

أَحُلماً نَرى أَم زَماناً جَديداً أَمِ الخَلقُ في شَخصِ حَيٍّ أُعيدا تَجَلّى لَنا فَأَضَأنا بِهِ