قافية الميم (م)

أزِفَ الرَّحيلُ فودَّعتْني مُقْلةٌ أوْحتْ إليَّ جُفونُها بسَلامِ وتَطلَّعتْ بينَ الحُدوجِ كأنَّها

يا وجهَ مُعتذرٍ ومُقلةَ ظالمِ كم من دَمٍ ظُلماً سَفكتَ بلا دَمِ أوَجدْتِ وَصْلي في الكتاب مُحرَّماً

أَعاذِلَ قد آلمْتِ ويْكِ فَلُومي وما بَلَغ الإِشراكَ ذَنْبُ عَديمِ لقد أَسْقطَتْ حقِّي عليكِ صَبابتي

هيَّجَ البَينُ دَواعي سَقَمي وكَسا جِسميَ ثوبَ الألَمِ أيُها البَينُ أَقِلْني مرةً

أَبا صالحٍ جاءَتْ على الناسِ غَفلةٌ على غفلةٍ بانَتْ بكلِّ كريمِ فليتَ الأُلى باتُوا يُفادونَ بالأُلى

يا مَن يُجرِّدُ مِن بَصيرتهِ تحتَ الحوادثِ صارمَ العَزْمِ رُعتَ العدوَّ فَما مثُلتَ لهُ

ونُؤيٍ كدُمْلوجِ الكعابِ ودمنةٍ تُذكِّرُ مِن وَشْمِ الخضابِ رسومُها

أحاطت جنودُ الأرض بابن سَوادةً وعاجلَهُ الحتْفُ المُتاحُ أشائِمُه ووافاهُ خَطْبٌ لا ينادي وليدُه

مِن مُحبٍّ شفَّهُ سَقَمُه وتلاشَى لحمُهُ ودمُه كاتبٌ حنّتْ صَحيفتُهُ

كأنَّ التي يومَ الوداعِ تَعرَّضَتْ هِلالٌ بَدا مَحْقاً على أنَّهُ تِمُّ