نثريه

يا غيمة في أوّل الصباح تعربد الرياح من حولها تنتف من خيوطها تطير

بالعضل المفتول و السواعد المجدولة هرقل صارع الردى في غارة المحجّب بظلمة من طحلب

لأحببتُ لو أن في القلب بُقيا — ولقد لفَّه الليلُ — للمشرقِ، يقولون: «ما زلت تحيا» … أيحيا

ولولا زوجتي ومزاجُها الفوارُ لم تنهدَّ أعصابي ولم ترتدَّ مثل الخيط رجلي دونما قوه، ولم يرتجَّ ظهري فهو يسحبني إلى هُوه،

يا ربّ أيوب قد أعيا به الداء في غربة دونما مال و لا سكن يدعوك في الدّجن

نازلا نازلا من صحارى السماء من عصور جليديّة من قبور نام فيها الهواء

خيال الجسد العاري يطلّ عليّ محمولا على موج من النار من المدفأة الحمراء ذاك الرحم الضاري

من خلل الثلج الذي تنثّه السماء من خلل الضباب و المطر ألمح عينيك تشعّان بلا انتهاء

بعيدا عنك في جيكور عن بيتي و أطفالي تشدّ مخالب الصّوان و الأسفلت و الضّجر على قلبي تمزّق ما تبقّى فيه من وتر

و ذرّى سكون الصباح الطويل هتافٌ من الديكِ لا يصدأُ وهزّ الصدى سعفات النخيل