بحر البسيط

رُضْ يا غُلامُ عَلى الرَّوضِ النَّضِيرِ لَنا كأْسَ المُدامِ وَدَاوِمْ رَنَّةَ الزِّيرِ أَما تَرى النَّرْجِسَ المَيَّاسَ يلحظنا

رُوحي فِدى شادِنٍ وافى عَلى حَذَرِ إِليَّ مُسْتَتِراً عَنْ أَعْيُنِ البَشَرِ أَتى وأَحْشاؤُهُ بالخوفِ خافِقَةٌ

نِعْمَ الحُلِيُّ عَلَيْكَ الدَّلُّ والخَفَرُ والنَّيِّرانِ ضِياءُ الشَّمْسِ والقَمَرُ يا ذا الَّذي تُخْجِلُ الأَغْصَانَ قامَتُهُ

أَما لِتَطْويلِ هذا اللَّيلِ تقصيرُ مَنْ شَفَّهُ الشَّوْقُ في شكواهُ معذورُ بانَ الحَبيبُ فَإِلمامي بِهِ لَممٌ

سِرِّي عن النَّاسِ سِرٌّ غيرُ مُسْتَتِرِ وَحَتْفُ قَلْبِيَ مَجْلوبٌ عَنِ النَّظَرِ يا منْ إِذا لَحَظَتْني مِنْهُ لَحْظَتُهُ

اُنْظُرْ وإِنْ كانَ حَتفي منكَ في النَّظَرِ تَنْظُرْ إِلى شَبَحٍ أَخْفى مِنَ الفِكرِ يا منْ لَواحِظُهُ أَمْضى إِذا لَحَظتْ

لَوْ مَرَّ لي نَفَسٌ بالنَّارِ أَحْرَقَها بِحَرِّهِ ولو أَنَّ النَّارَ مِنْ بَعَدِ وَلَوْ هَوِيتُ حِمامي فيهِ فارقني

ودَّعتُها وَلَهيبُ الشَّوقِ في كبدي والبينُ يُبْعِدُ بينَ الروحِ والجَسَدِ وَدَاعَ صَبَّيْنِ لم يُمكِنْ وَدَاعُهُما

يا مُوْقِدَ النَّارِ في قلبي وفي كَبِدي أَوقَدْتَ ما لَيْسَ يُطْفا آخِرَ الأَبَدِ أَوقَدْتَ نارَ الهَوى بِالشَّوقِ فَاشْتَعَلَتْ

قالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَواحِظُها كَمْ ذَا أَمَا لِقَتيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ وأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤاً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ