بحر البسيط

أَجرِ المُدامَ على نُجْحِ المَواعيدِ وَجُدْ عليَّ برَيَّا النَّحْرِ والجِيدِ فقد تَنَبَّهَ من إغفائِه زَهَرٌ

فما يبالي إذا ما الدَّهرُ أسعَدَه ضَنَّ الخَلِيُّ بدَمْعِ العَينِ أو جادَا وعَنَّ للعَيْنِ سِرْبٌ راحَ يُذكِرُهُ

قُلْ لابنِ فَهْدٍ وإن شطَّتْ مَنازِلُه وكم بعيدٍ على العافين ما بَعُدا إنَّ الغُصونَ التي رَوَّيْتَها شحَبَتْ

قسمتَ قلبيَ بينَ الهمِّ والكَمَدِ ومُقلتي بين فَيْضِ الدَّمعِ والسَّهَدِ ورُحْتَ في الحُسْنِ أشكالاً مُقَسَّمةً

صنائعُ اللهِ لا نُحصي لها عَدَدا فَنَحْمَدُ الله حَمداً دائماً أَبدا كَفَّتْ يدَ الدَّهرِ إذ مُدَّت إلى ملكٍ

الكَأسُ تُهْدِي إلى شُرَّابِها فَرَحَاً فَمَا لِهَذَا الفَتَى صِفْرَاً مِنَ الفَرَحِ يَصْفَرُّ إنْ صَبَّ سَاقِيهِ لَنَا قَدَحاً

زِدْني منَ العَذلِ فيها أيُّها اللاحي إنَّ الفُؤادَ إليها جِدُّ مُرتاحِ بيضاءُ تنظُرُ من طَرْفٍ تُقلِّبُهُ

لَمَّا رأينا خُمارَ الكأسِ يَعْلَقُنَا عُجْنا إلى بيتِ عاجٍ أرضُه سَبَجُ بيتٌ له داخلٌ حَلَّ النَّعيمُ به

لو سَالَمَتْهُ سجايا طَرفِكَ السَّاجي لكان أوَّلَ صبٍّ في الهَوى نَاجِي سَرتْ أوائلُ دمعِ العينِ حينَ سرَت

أَمُقدِمٌ يا أبا المِقدامِ أنتَ على شِعري وتاركُهُ أسلابَ غاراتِ إني خلعتُ إليه العذرَ مُنسلِخاً