بحر البسيط

بنيتَ القصورَ رجاءَ الخلود وأنسيتَ هدم الزمان المغير ومن قصر الرأي أن الفتى

إذا حوى فاضلٌ ذو هِمَّةٍ نَشَبا بنى به لبنيه بعدهُ رتبا ومن سعى يطلب العليا بلا سببٍ

وذاتِ دَلٍّ إذا لاحظْتَ صورتَها رجعْتَ عَنها بقَلبٍ جِدِّ مَفتونِ تزوَرُّ عنِّي بنونِ الصُّدْغِ حينَ رأتْ

أشْفِقْ على الدِّرهَمِ والعَيْنِ تَسْلَمْ مِنَ العَيْنَةِ والدَّيْنِ فقُوَّهُ العَينِ بإنسانِها

عَينُ الزَّمانِ أصابَتْنا فلا نظَرَتْ وعذَّبَتْنا صُروفُ الدَّهرِ ألوانا

مِن كُلِّ معنىً يكادُ المَيْتُ يفهَمُهُ حُسْناً ويعبدُهُ القرطاسُ والقَلَمُ

أمسى أبو حَسَنٍ كسلانَ وهوَ فتىً أحَبُّ شيءٍ إلَيهِ الزّبدُ بالعَسلِ وهل سمِعْتَ بإنسانٍ جنى عَسَلاً

قد غضَّ من أمَلي أنِّي أرى عَمَلي أقوى مِن المُشتَري في أوَّلِ الحَمَلِ وأنَّني راحِلٌ عّما أحاوِلُهُ

عَرِّجْ عليَّ فما في رَوْنَقي رَنَقٌ لِمَنْ أصافي ولا في خُلَّتي خَلَلُ

أمّا الكَريمُ أبو سَعْدٍ وهِمَّتُهُ فقد غَدا في العُلا أعجوبَةَ الفَلَكِ لَوِ استَعارَ الوَرى إكسيرَ سيرَتِهِ