بحر البسيط

لَولا الخَليفَةُ موسى بَعدَ والِدِهِ ما كانَ لِلنّاسِ مِن مَهدِيِّهِم خَلَفُ أَلا تَرى أُمَّةَ الأُمِّيِّ وارِدَةً

تَخفى المُلوكُ لِموسى عِندَ طَلعَتِهِ مِثلَ النُجومِ لِقَرنِ الشَمسِ إِذ طَلَعا وَلَيسَ خَلقٌ يَرى بَدراً وَطَلعَتَهُ

لِما اِستَظَلَّ بِتاجِ المُلكِ وَاِجتَمَعَت لَهُ الأُمورُ فَمُنقادٌ وَمَقسورُ حَطَّت عَلَيهِ بِمِقدارٍ مَنِيَّتُهُ

قُل لِلإِمامِ الَّذي جاءَت خِلافَتُهُ تَهدى إِلَيهِ بِحَقٍّ غَيرِ مَردودِ نِعمَ المُعينُ عَلى التَقوى أُعِنتَ بِهِ

وَأَينَ مَن جَبَرَ الإِسلامَ يَومَ وَهِيَ وَاِستَنقَذَ الناسُ مِن عَمياءَ صَيخودِ قالَت قُرَيشٌ غَداةُ اِنهاضَ مُلكُهُمُ

لَقَد فازَ موسى بِالخِلافَةِ وَالهُدى وَماتَ أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدُ فَماتَ الَّذي عَمَّ البَرِيَّةَ فَقدُهُ

حَضَرَ الرَحيلُ وَشُدَّتِ الأَحداجُ وَغَدا بِهِنَّ مُشَمِّرٌ مِزعاجُ لِلشَّوقِ نيرانٌ قَدَحنَ بِقَلبِهِ

إِنّي أَتَتني عَنِ المَهدِيِّ مَعتَبَةٌ تَكادُ مِن خَوفِها الأَحشاءُ تَضطَّرِبُ اِسمَع فِداكَ بَنو حَواءَ كُلُّهُمُ

ما إِن رَأَيتُ خِنازيراً مُعَزِّيَةً إِلّا ذَكَرتَ بِها ناساً بِحُلوانِ قَومٌ إِذا حَلَّ ضَيفُ بَينَ أَظهُرِهِم

الحابِسِ الرَوَثَ في أَعفاجِ بَغلَتِهِ خَوفاً عَلى الحُبَّ مِن نَقرِ العَصافيرِ