بحر البسيط

رَأَى الحَبيبُ غَزالَ المِسكِ بانَ لَهُ فَرامَ يَصطادهُ في نَبلِ مُقلتِهِ مُذْ فَرَّ مِنهُ وَجَدَّ السعيَ أَلجَأَه

أَبّدَ اللَّه حسنَ هَذا الزّمانِ وَسَقاهُ مِن مائِهِ الهَتّانِ حَيثُ فيهِ أَبدى لَنا شَمس فَضلٍ

هَوِّنْ عَلَيكَ فَإِنّ اللَّه ذو كَرمٍ فَأَيُّ ضيقٍ تَراه غَير مُنفرجِ لا تَختَشِ الكربَ إِن لَو كانَ ذا عَظم

يا بَحرَ عِلمٍ لَهُ في فَضلِهِ اِعتَرَفَت كُلُّ الأَفاضِلِ مَع إِذعانِ مُعترفِ فَأَعطِني كَفَّكَ اليُمنى لِأَلثِمَها

بَديعَ الحُسنِ لا تُعرِضْ فَطرفي إِلَيكَ لِحبّهِ راءٍ وَناظِر فَزَوِّده مُشاهدة المُحيّا

لَمّا نَظَرتُ بِعَيني شَمسَ جَبهَتِهِ رَأى اِحتِراقاً بِقَلبي قالَ ما حَرقا فَقُلت عَينايَ بِلَّورٌ وَأَسفلهُ

وَذي بَهاءٍ بِهِ أُذني لَقَد سَمِعَت فَهِمتُ سَمعاً أُعاني الشّوقَ وَالقَلقا مُذ صَكَّتِ القلبَ مِن أُذني إِذِ اِستَمَعَت

قَد كانَ لي إِبلٌ لَكِنّها مُسِخَت مِن نَحسِ حَظّي عَصافيراً فَلا تَسلا لا غَروَ حيثُ الحظوظُ النَّحسُ ماسِخَةٌ

أَفدي الغزالَ الّذي في طَرفِهِ دَعج مِن سِحرِ إِنسانِهِ ذا الطّرف قَد مَرِضا وَكُلّما فَوَّقَت لِلسَّهمِ مُقلَتُهُ

يا حُسنَ شَمسِ الضّحى تَزهو بِطَلعَتِها لَمّا تَبَدَّت تُحاكي حسنَ طَلعَتِهِ حَكَت مُحَيّاهُ في أَسنى مَحاسِنِها