بحر البسيط

لا تَخبَأَن لِغَدٍ رِزقاً وَبَعدَ غَدٍ فَكُلُّ يَومٍ يُوافي رِزقُهُ مَعَهُ وَاِذخَر جَميلاً لِأَدنى القوتِ تُدرِكُهُ

إِذا عَفَوتَ عَنِ الإِنسانِ سَيِّئَةً فَلا تُرَوِّعهُ تَثريباً وَتَقريعا وَإِن كُفيتَ عَناءً فَاِجتَنِب كَلَفاً

إِذا فَزِعنا فَإِنَّ الأَمنَ غايَتُنا وَإِن أُمِّنا فَما نَخلو مِنَ الفَزَعِ وَشيمَةُ الإِنسِ مَمزوجٌ بِها مَلَلٌ

مِن عَثرَةِ القَومِ أَن كَنّوا وَليدَهُم أَبا فُلانٍ وَلَم يَنسُل وَلا بَلَغا كَالسَيفِ سُمِّيَ قَطّاعاً وَما ضَرَبَت

سَقى دِيارَكَ غادٍ ماؤُهُ نِعَمٌ كَالقَرمِ سُدِّمَ فَهوَ الهادِرُ الراغي وَليُفرِغِ السَعدَ فيها قادِرٌ صَمَدٌ

ما كانَ في هَذِهِ الدُنيا بَنو زَمَنٍ إِلّا وَعِندِيَ مِن أَخبارِهِم طَرَفُ يُخَبِّرُ العَقلُ أَنَّ القَومَ ما كَرُموا

يُنَجِّمونَ وَما يَدرونَ لَو سُئِلوا عَنِ البَعوضَةِ أَنّى مِنهُمُ تَقِفُ وَفَرَّقَتهُم عَلى عِلّاتِها مِلَلٌ

إِنّا مَعاشِرَ هَذا الخَلقِ في سَفَهٍ حَتّى كَأَنّا عَلى الأَخلاقِ نَختَلِفُ إِنَّ الرِجالَ إِذا لَم يَحمِها رَشَدٌ

الفِكرُ حَبلٌ مَتى يُمسَك عَلى طَرفٍ مِنهُ يُنَط بِالثُرَيّا ذَلِكَ الطَرَفُ وَالعَقلُ كَالبَحرِ ما غيضَت غَوارِبُهُ

حَسبُ الفَتى مِن ذُنوبٍ وَصفُهُ رَجُلاً بِالخَيرِ وَهوَ عَلى ضِدِّ الَّذي يَصِفُ وَقَد خَبِرتُ بَني الدُنيا فَلَيتَهُمُ