بحر البسيط

حَبّاتُ مِسكٍ تَبَدَّت وسطَ وَجنَتِهِ نَظم الثّريّا وَلَكِنْ هُنَّ شاماتُ فَقُلتُ ما هَذِهِ قالَ اِصغ لي أُذُناً

يا دُرَّةً وُضِعَت في وَسطِ وَجنَتِهِ فَأَصبَحَت خالَه فيها إِذِ اِلتَصَقَت هاجَت بِها فَرَحاً نيرانُ وَجنَتِهِ

بِروحِيَ الخالُ فَوقَ الثّغرِ مَوطِنُهُ قَد كانَ بِاليمنِ فيهِ خَيرُ مَبخوتِ عَبدٌ مِنَ الزّنجِ فيهِ الحُسنُ أَسكنهُ

إِذا رَآني حَبيبي كانَ يَكرَهُني يَلوحُ في وَجهِهِ منّي كراهاتُ صَنعت مِن ماءِ حسنٍ ما غَسلت بِهِ

بِروحِيَ الغادَةُ الحَسناءُ لي سَحَرت فَفَرّقت بَينَ ناسوتي وَلاهوتي فَلَم تَكُن مُقلَتاها غيرَ بابل ما

يا حُسنَ أَيّامنا البيضِ الّتي سَلَفَت أَفنَيتُ في عودِها حَثّي وتَحريضي وَالآنَ أَيّامنا سودٌ فَوا أَسَفي

كَم تَدَّعي عاذِلي نُصحي وَتَعذِلُني وَأُنكِرُ النّصحَ إِذ قَد كُنت مَعذولا دَعواكَ قاضي الهَوى ما كانَ يَقبَلُها

خِصرُ الحَبيبِ بِلُطفٍ قالَ مُعتذراً لِرِدفِهِ إِنّه مِنهُ لَهُ ثقلُ فَالرّدفُ قالَ لَهُ ما مِنكَ لي ثِقلٌ

جاءَت بِلَيلٍ طَويلٍ وَهيَ زَائرةٌ فيهِ الرّقيبُ نَأى عَنّا وَقَد غابا وَقَد سَهِرنا عَلى صَفوٍ بلا كدرٍ

غابَ الحَبيبُ فَقَد جاءَ الكَرى مُقَلي فَقَامَ في طَردِهِ الأجفان وَالحدقُ ما كانَ جَفني لِرُؤيا الحِبِّ مُنطَبِقاً