بحر البسيط

كَأَنَّما وَجهُهُ وَالكَأسُ إِذ قَرُبَت مِن فيهِ بَدرٌ تَدَلّى مِنهُ مِصباحُ مُدَجَّجٌ بِسِلاحِ الحُبِّ يَحمِلُهُ

لَم أَشرَكِ الناسَ يَومَ العيدِ في الفَرَحِ وَلا هُمُ شَرِكوني في جَوى التَرَحِ غَدَوا بِزينَتِهِم فيهِ وَخَلَّفَني

قَد عَذَّبَ الحُبُّ هَذا القَلبُ ما صَلُحا فَلا تَعُدَّنَّ ذَنباً أَن يُقالَ صَحا أَبقَيتَ فِيَّ لِتَقوى اللَهِ باقِيَةً

دَمُ المَكارِمِ بِالفُسطاطِ مَسفوحُ وَالجودُ قَد ضاعَ فيها وَهوَ مَطروحُ يا أَهلَ مِصرَ لَقَد غِبتُم بِأَجمَعِكُم

لا تَبكِ لَيلى وَلا تَطرَب إِلى هِندِ وَاِشرَب عَلى الوَردِ مِن حَمراءَ كَالوَردِ كَأساً إِذا اِنحَدَرَت في حَلقِ شارِبِها

يا طيبَنا بِقُصورِ القُفصِ مُشرِفَةً فيها الدَصاكِرُ وَالأَنهارُ تَطَّرِدُ لَمّا أَخَذنا بِها الصَهباءَ صافِيَةً

عاجَ الشَقِيُّ عَلى دارٍ يُسائِلُها وَعُدتُ أَسأَلُ عَن خَمّارَةِ البَلَدِ لا يُرقِئُ اللَهُ عَينَي مَن بَكى حَجَراً

أَدِرها عَلى النَدمانِ نَوحِيَّةَ العَهدِ وَهاتِ لَعَلّي أَن أَسَكِّنَ مِن وَجدي لُبابُ مُدامٍ أُغفِلَت بِمُسَكِّنَة

الخَمرُ تُفّاحٌ جَرى ذائِباً كَذالِكَ التُفّاحُ خَمرٌ جَمَد فَاشرَب عَلى جامِدِ ذا ذَوبَ ذا

قَد أَسحَبُ الزِقُّ يَأباني وَأُكرِهُهُ حَتّى لَهُ في أَديمِ الأَرضِ أُخدودُ إِنَّ المَلاهِيَ أَصنافٌ يُشَيِّدُها