بحر البسيط

مَن يَعلُ ذاتاً حَوى العليا بِلا طَلَبٍ وَالدونُ يَطلبها سَعياً وَلَم ينلِ لا يجهدِ النّفس في نيلِ العُلَى أَحَدٌ

ما خالَه غَير إِنسانٍ بِوَجنَتِهِ مِن حُسنِها قَد تَحلّى الحُسنُ وَاِزدانا فَإِنّ وَجنَتَهُ الحسناءَ قَد جَذَبَت

يا حَبَّذا الخال يَبدو وَسطَ وَجنَتِهِ وَكَم سَبى غَيرَ إِنسان وإنسانَا يا لَيتَهُ كانَ إِحساناً يُصيِّرُهُ

يا حَبَّذا الآسُ يَزهو في الرّياضِ وَقَد عَلَتهُ مِن حبِّه المُسودِّ حَبّاتُ ما ذاكَ إِلّا عِذار الحبِّ مُزدَهِياً

جُبِلتُ على أنّي إِذا شِمتُ بارِدا بِهِ البردُ يَعروني فَأَدنو مِنَ الهَلَكْ وَإِنْ بارِدٌ في الصّيفِ بِالوهمِ مَرَّ بي

أَقسَمتُ بِالسّحرِ بَينَ الكحلِ وَالوَسنِ وَالصّارِمِ المنتضي مِن طَرفِهِ الوَسِنِ وَالبدر مُزدَهِياً في شَرقِ جَبهَتِهِ

بِوَجنَتِهِ اليمنى لَصيق عِذارِهِ لَهُ صَفُّ شاماتٍ بِهنّ المَسرّاتُ فَوَجنَتُهُ رَوضٌ وَأَمّا عِذارُهُ

فاضَت قَريحَتُهُ فيما لَهُ وُزِنَت فَما عَرَفناهُ لا نَظماً وَلا نَثرا فَسَدَّها حينَما قَد ظَنّها خُرِقَت

ما العَينُ يُشبِهُها في الرَّوضِ نَرجِسُهُ لا تَذهبَنْ إِلى التّشبيهِ بِالخوضِ فَالحُسنُ وَالغنجُ ثمّ السّحرُ مِن حَوَرٍ

النّاسُ قَد أَبصروا في عِشقِهِ وَلَهي وَوَجنةُ الحِبِّ تَبدو وَهي مُزهِرَة لَو أَنكَرت وَلَهي في العِشقِ عاذِلَتني