بحر البسيط

ما أَغفَلَ الناسَ وَالخُطوبُ بِهِم في خَبَبٍ مَرَّةً وَفي عَنَقِ وَفي فَناءِ المُلوكِ مُعتَبَرٌ

طولُ التَعاشُرِ بَينَ الناسِ مَملولُ ما لِاِبنِ آدامَ إِن كَشَّفتَ مَعقولُ لِلمَرءِ أَلوانُ دُنيا رَغبَةً وَهَوى

ما لِلجَديدَينِ لا يَبلى اِختِلافُهُما وَكُلُّ غَضٍّ جَديدٍ فيهِما بالِ يا مَن سَلا عَن حَبيبٍ بَعدَ ميتَتِهِ

إِن قَدَّرَ اللَهُ أَمراً كانَ مَفعولا وَكَيفَ نَجهَلُ أَمراً لَيسَ مَجهولا إِنّا لَنَعلَمُ أَنّا لاحِقونَ بِمَن

اِمهَد لِنَفسِكَ وَاِذكُر ساعَةَ الأَجَلِ وَلا تُغَرَّنَّ في دُنياكَ بِالأَمَلِ سابِق حُتوفَ الرَدى وَاِعمَل عَلى مَهَلٍ

أَفنَيتَ عُمرَكَ إِدباراً وَإِقبالاً تَبغي البَنينَ وَتَبغي الأَهلَ وَالمالا لِلمَوتِ غولٌ فَكُن ما عِشتَ مُلتَمِساً

اُهرُب بِنَفسِكَ مِن دُنيا مُضَلَّلَةٍ قَد أَهلَكَت قَبلَكَ الأَحياءَ وَالمِلَلا مُرٌّ مَذاقَهُ عُقباها وَأَوَّلُها

أَلا هَل إِلى طولِ الحَياةِ سَبيلُ وَأَنّي وَهَذا المَوتُ لَيسَ يُقيلُ وَإِنّي وَإِن أَصبَحتُ بِالمَوتِ موقِناً

ما لي أُفَرِّطُ فيما يَنبَغي مالي إِنّي لَأُغبَنُ إِدباري وَإِقبالي اليَومَ أَلعَبُ وَالأَيّامُ مُسرِعَةٌ

لا تَعجَبَنَّ مِنَ الأَيّامِ وَالدُوَلِ وَمِن خُطوبٍ جَرَت بِالرَيثِ وَالعَجَلِ مَن يَأمَنُ المَوتَ إِذ صارَت لَهُ عِلَلٌ