بحر البسيط

لَقَد سَأَلتُ أَبا لَيلى بِما حَمَلَت زَوامِلُ القَومِ مِن نُعمى أَبي دُلَفِ أَلّا يُمَكِّنَ لُؤمَ المَطلِ مِن عِدَةٍ

المَرثَدِيّونَ أَقوامٌ تُعَدُّ لَهُم مِن وائِلٍ مَأثُراتُ المَجدِ وَالشَرَفُ تَصَرَّمَ المَجدُ بِالأَقوامِ مِن هِرَمٍ

إِستَقبِلا الرَكبَ في أَطلالِهِم وَقِفا وَإِن أَمَحَّ بِلىً مَأثورُها وَعَفا تَأبى المَنازِلُ أَن آبى الأَسى فَمَتى

طافَ الهَوى بَينَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ حَتّى إِذا مَرَّ بي مِن بَينِهِم وَقَفا قَد قُلتُ لَمّا رَأَيتُ المَوتَ يَنزِلُ بي

هُوَ الظَلامُ فَلا صُبحٌ وَلا شَفَقُ هَل يُطلِقُ اللَيلُ مِن طَرفي فَأَنطَلِقُ راحَ بنُ رَوحٍ بِسوءِ اللَفظِ يَحشِمُني

كَأَنَّكَ السَيفُ حَدّاهُ وَرَونَقُهُ وَالغَيثُ وابِلُهُ الداني وَرَيِّقُهُ هَلِ المَكارِمُ إِلّا ما تُجَمِّعُهُ

جُعِلتُ فِداكَ الدَهرُ لَيسَ بِمُنفَكِّ مِنَ الحادِثِ المَشكُوِّ وَالنازِلِ المُشكي وَما هَذهِ الأَيّامُ إِلّا مَنازِلٌ

لَقَد عَجَلَتني نَظرَتي بِهَواكا كَأَن لَم تَكُن عَيني تُريدُ سِواكا أَتاني رَسولي مُشرِقاً نورُ وَجهِهِ

لَتَصدُقَنّي وَما أَخشاكَ تَكذِبُني ماذا تَأَمَّلتَ أَو أَمَّلتَ في أَمَلِ النَسلَ حاوَلتَ مِنها فَهيَ مُدبِرَةٌ

أَبا حَسَنٍ أَنتَ وَشكُ الأَجَل وَثُكلُ الغِنى وَاِنتِقالُ الدُوَل زَعَمتَ بِأَنَّكَ لَستَ الدَمارَ