بحر البسيط

قَد زارَني الحِبُّ في تمّوزَ يا فَرحي والدَّمعُ من مُقلَتي يَجري بِإِفراطِ فَالشَّمسُ طالِعَةٌ وَالغيثُ مُنهمِلٌ

إِنّ المَعالي لَها بازٌ بِهِ اِفتَخَرت وخصَّها منه في مجدٍ وإعزازِ أَرى المَعالِيَ فَوقَ الشَّمسِ مَنزِلَةً

اِحذَرْ صَديقَكَ لا تأمَنْهُ في زَمنٍ إِنَّ الصّداقةَ مِنها الضُّرُّ والكَدرُ ما ضَرَّني مِن عَدوٍّ كنتُ أَحذَرُهُ

كُنْ هيِّناً ليّناً سهلَ الطّبائِعِ لا رَطْباً ولا يابساً في البَدوِ والحضَرِ إِنْ كُنتَ رَطباً تَكن في النَّاسِ معتصَراً

إذا نصحتَ اِمرَأً فَاِحرصْ عَلى حُسُنٍ ولا تُبالغْ ففي الإفراط تَضييعُ وَاِنصَحْهُ في خَلوةٍ إنْ رُمْتَ منفعةً

ليسَ الكَئيبُ بِغيرِ القُربِ ذا فرجٍ ولا بِغَيرِ الَّذي يَهوى بِمُنتَعِشِ وَلَيسَ يُذكَرُ غَيرُ الحبِّ في زَمَنٍ

كَم جاهِلٍ ظَنَّ أَنَّ المالَ فَضَّلَه عَلى كَثيرٍ مِنَ العافينَ تَفضيلا لَو كانَ في المالِ تَفضيلٌ لِجامِعِهِ

إِذا وَعَدتَ فَبادِرْ بِالوَفاءِ وَلا تَمطُلْ بِوَعدٍ فَلَيسَ المَطلُ مَقبولا فَأَحسَنُ الوعدِ ما قَد كُنتَ مُنجِزَهُ

وما وَعدتُ وقَصدي خُلفُ مَوعِدِكُم حاشايَ من ذاكَ مَعقولاً ومنقولا وَإِنّما رُمْت مَطلَ الوعدِ مَعرِفةً

عِندي أَزاهِرُ وُدٍّ طابَ مَغرِسُها مِن كَفِّ حُبّكمُ في قَلبِ مَنْ حَرَسا أَصابَها ظَمأٌ مِن حرِّ هَجرِكُمُ