بحر البسيط

خانَنا فيكَ حادثُ الأَيامِ فَاِحتَكَمنا إِلى الدُموعِ السِّجامِ تِلكَ أَوفى في النازِلاتِ وَإِن لَم

بَدرٌ تَوارى بَطيّ التُّربِ مُندَرِجاً فَجادَهُ مِن سَحابِ الدَمعِ هَطَّالُ مِن آلِ رَسلانَ قَد ذاقَ المَنيَّةَ في

جُهدُ الحَزينِ إِذا صَرَفَ القَضا نَزلا أَن يُجزي مِن حَشاهُ بِالَّذي فَعَلا وَيَبتَلِي مُقلَتَيهِ بِالبُكا وَكَفى

هَذِهْ رِسالةُ مَحبوبٍ إَلَيكَ سَرى بِها جَناحٌ مِنَ الأَشواقِ خَفَّاقُ كَأَنَّها مِن سَواد العَين قَد كَتَبَت

لِلّهِ عودٌ إِذا أَوتارُهُ اِصطَفَّت مِن أَجلِها كُل عرقٍ راحَ مصطَفِقا كَأَنَّها فَوقَهُ أَوتارُ حُنجَرةٍ

كَن كَيفَما كَنتَ لا بِدعَ كُفيتَ بَلاً لَدَيهِ كابدتُ لَوماً لِلعَذول كَفى بَدا لِقَوميَ سرٌّ كُنتُ كاتِمهُ

يا مُهدي الدُّرِّ بَينَ الحبرِ وَالوَرَقِ قَلائِداً بِحُلاها طوَّقَتْ عُنُقِي تِلكَ القَوافي الَّتي كَالزَهرِ قَد طَلَعَت

ما في زَمانك مَن تَرجو مَودّتُهُ إَلا كَريمٌ لِأَبناءِ الكِرامِ صَفا فَما أَخو اللُؤم لِلحُرِّ الكَريمِ أَخٌ

جادَ الحيا كُلَّ رَوضٍ في طَرابُلسِ يَنم عَن رَوضِ فَضلٍ عاطرِ النَفَسِ رَوضٌ سَقَت سُحُبُ العِرفانِ مَنبَتَهُ

سَترتُ حُبّكَ في قَلبٍ إَلَيكَ صَبا شَوقاً وَخَيرُ الهَوى ما كانَ مَستُورا فَلا تَظُننَّ قَلبي عَنكَ مُنصَرِفاً