بحر البسيط

العيدُ بالنورِ والأزهارِ حياكِ فالكونُ يأخذُ حسناً من محياكِ صار الخريفُ ربيعاً إذ بسمتِ له

قصَّرتَ ما طالَ من همٍّ ومن حزنِ وكنتَ أُنساً لنا في وحشَةِ الزمن ردِّد على العود ألحاناً مُنَعّمَةً

هذا قِرانٌ سعيدٌ أكسَبَ الدارا من جنَّةِ الخلدِ أطياباً وأنوارا فأشبَهت روضةً غناءَ قابلني

هَلا يقارِنُ منكِ الحسنُ إِحسانا فاللهُ بالحبِّ والمعروفِ أوصانا فلا تخافي على وَصلٍ معاقبةً

ما أطيَبَ الخمرَ في بَردِ الكوانينِ على المصابيحِ تُجلى والكوانينِ والنارُ والنورُ تبدو الكاسُ بينهما

صبَّ المدامةَ في البلَّورِ والذَّهَبِ واسقِ النديمَ الذي يُدعى أخا العربِ رأيتُ منها لهيباً سالَ في قدحٍ

طِف بالكؤوسِ وأطلِع أنجمَ الحلكِ فمَجلِسُ الأُنسِ منها قبَّةُ الفَلك إنّ الظَّرافةَ مِن كاسٍ ثُمالتُها

جاءَ النّدامى وحلَّ الأنسُ والفَرَحُ فجَلسَةُ الشِّربِ باسمِ الرَّاحِ تُفتَتَحُ هذا غبوقٌ جميلٌ فيهِ يجمَعُنا

الخمرُ في كأسِها الياقوتُ والماسُ فاشرَب هنيئاً ودَع ما قالهُ الناسُ ما كلُّ مَن يشرَبُ الصهباءَ يَعرفُها

ما زلتِ يا كاسُ تُعلينا ونُعليكِ حتى رأينا تباشيرَ الهُدَى فيكِ لما اصطبَحنا ودمعُ الليلِ يُضحِكُنا