بحر البسيط

لَقَدْ عَجِبْتُ ومَا في الدَّهْرِ مِنْ عَجَبِ فَشَأْنُهُ غَيْرُ مُحْتاج إِلى الْعَجَبِ لَكِنْ إذا خَفِيَتْ أسْبابُ حادِثَةٍ

يا سَيِّداً سَوَّدَتْهُ المكْرُماتُ كَما قَدْ سَوَّدَتْ قَبْلَهُ آباءَه النُّجُبا إِنَّ السِّيادَةَ أَنْحاءٌ وأَشْرَفُها

في حادِياتِ اللّيالي للْفَتَى عَجَبُ وَفي نَوائِبِها تَفَاوَتُ الرِّيَبُ فَطالَما أَظْهَرَتْ للناسِ خَيْرَ فَتىً

ما بَالُ بِرِّي بِتَعْليمِ الفُنُونِ غَدَا عَيْنَ العُقُوقِ لَدَيْكُمْ يا ذَوِي الطَّلَبِ هَلْ ذا لِنُقْصان حَظِّي أَمْ…

ماذا أقولُ وشِعْرِي كُلُّهُ غَزَلُ مُقَيَّدٌ بِالهَوى، شَيطانُهُ ثَمِلُ يَهِيمُ في كلِّ وادٍ لا زِمامَ له

عَهْدٌ جَديدٌ وشَوقٌ ما لهُ حَدُّ إلى الرّياضِ الّتي يَزْهُو بها المَجْدُ أَحُجُّ أطلالَ مَنْ حَبُّوا ومَنْ عَشِقُوا

مِنَ البَسيطِ المُوَشَّى قالَ راويها يائيّةَ الحَرفِ ما أحلى قَوافيها إلى الرّباطِ وأنفاسِي مُرابِطةٌ

تُرى على شَفَتِي مِنْ ثَغْرِها قُبَلُ وفي عيوني لإدمانِ الهَوى ثَمَلُ مِثلُ القَصيدةِ فوقَ النَّقْدِ أرفَعُها

غابَ الفُؤَادُ ولم تَغِبْ آثارُهُ ذاتُ الجَمالِ ولم يَغِبْ إِمدادُهُ تَرَكَ البِلادَ كأنَّهُ القَلَمُ الذي

ما ضَرَّ سَاكنُ قلبي حينما بَعُدا لو أنّه في دمي أو في الحَشا رَقَدا أَهاجَهُ البَرْقُ مِن أشجانِ مَوْطِنِه