بحر البسيط

مَرَّت وفي طَيِّها مِن عِندِهِم خَبَرُ صَباً أَتَت وَقَميصُ اللَّيلِ مُنحَسرُ هَبَّت سُحَيراً فيا للهِ كم سحَرَت

قد زارَ طيفُكِ يا لمياءُ من أمَمِ مَقرَّ مسعاهُ لَيتَ الطَّرفَ لم ينَمِ سراً يشقُّ دُروَع اللَّيلِ مُعتكِراً

مَا خَالُهُ غيرض أنَّ العينَ ما نظرت أحلى وأحسَنَ مِنهُ الدَّهرِ إنسانا فاستحَسَنت ما رَأَت مِنهُ فَحينَ أَبَت

من بَعدِ ذا اليوم يَلقَى قَلبُه أَسَفا مُذ نَالَ من وَصلِهِ بالجزعِ ما سَلَفا نالَ الُمنى وَصَفا ظلُّ الأُثيلِ لَهُ

أُخبرتُ أنَّ الحمَى أقوت مَعالِمُهُ مِنهم ومن أَجلهم ناحت حمائِمهُ ونُكَّست عَذباتُ الرَّندِ بعدَهُمُ

بَاكرِ دَمَ الزِّقِّ بالنَّايات وَالعُودِ واشرب فقد ضاعَ منها مَندَلُ العَودِ أَما تراهُ بِنَحرِ الزِّقِّ مُنبجساً

حَمراءُ إِذ ما نَديمي قامَ يَكرَعُها أخشَى عَلَيهِ من اللاَلأءِ يحتَرقُ لو رامَ يَحِلفُ أَنَّ الشَّمسَ ما غَرَبت

بين القلوبِ وبينَ الأعينِ النُّجُلِ حَربٌ حمتها ظُبا الأَلحاظِ والُمقلِ سطت فشاهدتُ منها وهي فاترةٌ

سَلوا بُريقَ الحِمَى إن لاحَ من إضَمِ عني وعن حالتي عنكم وعن سقمي أبيتُ في حبكِّم يا سلمُ مستلماً

وقيَّمٍ كَلَّمت جِسمي أَنامِلُهُ كأَنَّ دَيناً لَهُ عِندي فَآذاني إِن أَمسَكَ الكَفَّ مِنّي كادَ يَكسِرُها