بحر البسيط

أمسى وظلَّ على الأرواح مُعتديا يذيقُها رائحاً حضيفاً ومُغتديا فانظر تجدهُ برمحِ القدِّ مُعتقلاً

يا مُزنَةَ الحَيِّ يَحدُو عِيسَها الحادي هَلّا شَفَيتِ بِرِيٍّ غُلَّةَ الصادي زَوَّدتِني نَظرَةً زادَت جَوىً كَبِدِي

يا وَمضة البرقِ من ذات الأثيلاتِ صفي لأهَلِ الحمَى وَجدي ولوعاتي ويا نسيم فروعِ البانِ من إضمِ

لولا الهوى ما صبا صبٌّ إلى السِّلمِ يوماً ولا هاجَهُ برقٌ بذي سلمِ كلاَّ ولا شاقهث مرُّ النسيمِ وقد

سَل طالباَ بدَمي عَينيهِ عن خَبري إِنَّ السَّقيمَ محالٌ أن يكونَ بري فإِن هُما اعتَرفا منه بما اقتَرفا

جاءَت إِليكَ قُبيلَ الصُّبحِ تَخترقُ صباً لها في تَهاديَ سَيرِها قَلقُ مرَّت على شَرفِ الوادي فحينَ سرَت

يا ناقِلاً خَبرَ الأَجوادِ مُتَّبِعاً آثارَ فِعلِهمُ في كُلِّ ما سَلَكُوا إِذاَ سَأَلتَ عَنِ الدُّنيا وَوَاحِدِهَا

كَم في بُيوتٍ بِسَفحِ الرَّملِ من قَمَر علَى قَوامِ كخُوطِ البانَةِ النَّضرِ وَكَم هِلالٍ من الأطواقِ مَطلعُةُ

بدرٌ يحُلُّ عناداً كُلَّ منزلةٍ يَحلُّ فيها إذا ما شدَّ بَندَ قَبَا قَد عمَّهُ خَالُهُ حُسناً فصيَّرهث

ما بالُها ليسَ يَثنيها تثنَّيها وَلا مَعاطِفُها بالعَطفِ تُغريها إِذا دَنت ظَلَّ فَرطُ الدَّل يُبعدِهُا