بحر البسيط

سائلْ قريشاً بها إن كنتَ ذا عَمَهٍ مَن كان أثبتَها في الدين أَوتادا من كان أقدمها سَلماً وأكثرها

طافَ الخيالُ علينا منكِ هنَّادا وَهْناً فأورثنا هَمّاً وتَسهادا أَنَّى اهتديتِ لركبٍ بين أوديةٍ

يا مَن تَحلّى بِريَحان يُنادِمُهُ مِن عِطرِ وَردٍ وَخَيريٍّ وَنَسرينِ وَياسِمينٍ وَعُودٍ ما يُغيّرُهُ

تَكامَلَت فيكَ أَوصافٌ خُصِصتَ بِها فَكلّنا بِك مَسرورٌ وَمغتَبطُ السِنُّ ضاحِكَةٌ والكَفُّ مانِحَةٌ

أضَن على ليلي وليلى سخيةٌ وتبخل عني بالهوى وأجود وأنهى فلا ألوي على لوم لائم

ما بال شمس أبي الخطاب قد غربت يا صاحبي أظن الساعةَ اقتربت أم لا فما بال ريح كنتُ آملُها

وصاحبٍ ونديمٍ ذي مُحافظةٍ سَبطِ اليَدَينِ بشربِ الراحِ مفتونِ نامدتهُ ورواقُ الليلِ منخرقٌ

إذا وجدنا مُحِبّاً قد أَضَرَّ بهِ داءُ الصَّبابةِ أوليناهُ إحسانا

ماذا تقولينَ فيمَن شَفَّهُ أَرَقُ من جهدِ حُبّكِ حتى صارَ حيرانا

أسمَعتَ غيرَ كهام السمعِ والبصر لا يقطَع السيفُ إلا في يد الحَذِرِ سيُصبحُ القومُ من سيفي وضارِبِهِ