بحر البسيط

يا طولَ شَوقي إِلى دَيرً وَمِسطاحِ وَالسُكرِ ما بَينَ خَمّارٍ وَمَلّاحِ وَالريحُ طَيِّبَةُ الأَنفاسِ فَاِغمَةٌ

فَقَدتُ بِاِبنِ دُرَيدٍ كُلَّ مَنفَعَةٍ لما غَدا ثالِثَ الأَحجارِ وَالتُرَبِ وَكُنتُ أَبكي لِفَقدِ الجودِ مُجتَهِداً

ما بالُ أَيلولُ يَدعوني وَأَتبَعُهُ إِلى الصَبوحِ كَأَنّي عَبدُ أَيلولِ ما ذاكَ إِلّا لِأَنَّ العَيشَ مُقتَبلٌ

يا راقِداً وَنَسيمُ الوَردِ مُنتَبِهٌ في رِبقَةِ القُفصِ وَالأَطيارُ تَنتَحِبُ الوَردُ ضَيفٌ فَلا تَجهَل كَرامَتَهُ

لا تُصغِ لِلَّومَ إِنَّ اللَومَ تَضليلُ وَاِشرَب فَفي الشُربِ لِلأَحزانِ تَحليلُ فَقَد مَضى القَيظُ وَاحتُثَّت رَواحِلُهُ

قَد نِلتُمُ صِحَّةً ما نالَها بَشَرٌ وَحُزتُمُ نِعمَةً ما نالَها مَلِكُ فَلَيتَ شِعري أَمِقدارٌ تَعَمُّدُكُم

يَقولُ لي مالِكي وَالدَمعُ مُنحَدِرٌ لا خَفَّفَ اللَهُ رَبُّ العَرشِ بَلواكا وَإِن دَعَوتُ عَلَيهِ عِندَ مَعتَبةٍ

جاءَ الشِتاءُ وَما عِندي لَهُ وَرِقٌ مِمّا وُهِبتُ وَلا عِندي لَهُ خِلَعُ كانَت فَبَدَّدَها جودٌ وَلِعتُ بِهِ

إِقرَ السَلامَ عَلى إِلفٍ كَلِفتُ بِهِ قَد رُمتُ صَبراً وَطولُ الشَوقِ لَم يَرمِ ظَبِيٍ تَباعَدَ عَن قُربي وَعَن نَظَري

أَصبَحتُ وَاللَهِ مَحسوداً عَلى أَمَدٍ مِنَ الحَياةِ قَصيرٍ غَيرَ مُمتَدِّ حَتّى بَقيتُ بِحَمدِ اللَهِ في خَلَفِ