بحر البسيط

ما زلت أشربُها والليلُ مُعتكرٌ حتى تضاحكَ في أعجازه القَمَرُ ثم انثنيت على كفي وقد أخذت

بدلتَ من نفحات الورد بالآءِ ومن صبوحك در الإبلِ والشاءِ ما بين بطن بثيران حللت به

تُبْدي صُدوداُ وتُخْفي تَحْتَه مِقَةً فالنَّفْسُ راضِيةٌ والطَّرْفُ غَضْبانُ يا من وَضَعْتُ لَهُ خَدِّي فَذَلَّلهُ

قَلِّدْ أُمورَ عبادِ اللهِ ذا ثِقَةٍ مُوحَّدَ الرأيِ لا نِكسٌ ولا بَرَمُ واتركْ مقالَةَ أقوامٍ ذَوي خَطَلٍ

ما الفَخْرُ أَنِّي إِمامُ الناسِ كُلِّهِمُ فَخْري بِنَفْسي وآبائي من اللَّفَفِ والعَقْلُ والفَضْلُ في مَجْدي وفي نُطُقي

النَفْسُ تَطْمَعُ والأَسْبابُ عاجزةٌ والنَّفْسُ تَهلِكُ بَيْنَ اليأَسِ والطَّمَعِ

إنّ التي عَذّبَتْ نَفْسي بما قَدَرَتْ كُلَّ العذاب فما أَبْقَتْ ولا تَرَكَتْ مازَحْتُها فَبَكَتْ واستَعْبَرتْ جَزَعاً

لا يَمنَعَنَّكَ خَفضُ العَيشِ تَطلُبُهُ نُزوعُ نَفسٍ إِلى أَهلٍ وَأَوطانِ تَلَقّى بِكُلِّ بِلادِ إِن حَلَلَت بِها

لَجَلسَةٌ مَع أَديبٍ في مُذاكَرَةٍ أَنفي بِها الهَمَّ أَو اِستَجلِبُ الطَرَبا أَشهى إِلَيَّ مِن الدُنيا وَزُخرُفِها

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الخُبزَ فاكِهَةٌ حَتّى نَزَلتُ عَلى زَيدِ بنِ مَنصورِ الحابِسِ الروثَ في أَعفاجِ بَغلَتِهِ