بحر البسيط

ما سِرتُ ميلاً وَلا جاوَزتُ مَرحَلَةً إِلَّا وَذِكرُكِ يَثني دائِباً عُنُقي وَلا ذَكَرتُك إِلَّا بِتُّ مُرتَفِقاً

اصبِر لَها صَبرَ أَقوام نُفوسُهُمُ لا تَستَريحُ إِلى عَقلٍ وَلا قَوَدِ لَم يَنجُ مِن خَيرِها أَو شَرِّها أَحَدٌ

هُوَ السَّبيلُ فَمن يَومٍ إِلى يَومٍ كَأَنَّهُ ما تُريكَ العَين في النَّومِ لا تَعجَلَنَّ رُوَيداً إِنَّها دُوَلٌ

أَمَّا شَبابي فَلَم أَذمُم صَحابَتَهُ وَالشَّيبُ حينَ عَلاني زادَني وَرَعا أَصبَحتُ بَينَ الفَتى وَالشَّيخ مُرتَدِياً

وَلِلنُّفوسِ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ مِنَ المَنِيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها وَالمَرءُ يَبسطها وَالنَّعشُ يَنشُرُها

نَم لا حُرِمتَ لَذيذَ النَّومِ يا سَكَني وَخَلِّ عَنّي وَما أَلقى مِنَ الوَسَنِ لا تَحبِسِ الرِّيحَ عَنّي حينَ تَنفُح لي

ما أَسرَعَ البَينَ بَل ما أَسرَعَ الفَرَحا إِن كُنتُ أَرجو كَما أَخشى فَلا حَرَجا ما أم واحِد أمٍ لا أَنيسَ لَها

شاقَ الفُؤادَ وَما نَشتاقُ مِن أُمَم أَطلالُ مَنزِلَةٍ أَقوَت وَلَم تَدُمِ هِيَ الخَيالُ الَّذي أَهدى لَنا سَقَماً

يا مَن رَأى صورَةً فاقَت عَلى الصُّوَر يا مَن رَأى قَمَراً أَبهى مِنَ القَمَرِ تُخيلَت حاسِراً حَتَّى إِذا حَسَرَت

يا مَن يُمازِحُني في الهَزل بِالغَضَبِ فَرِّق فَدَيتُكَ بَينَ الجِدِّ وَاللَّعِبِ إِذا اِصطَلَحنا مُنِحنا بِالصُّدودِ فَما