بحر الخفيف

بَعُدَت ليلَةٌ تولّت ذَميمَه لم تَفِض فيضَ ديمَةٍ بعد دِيمَه ليلة لو تَقَدَّمت لاستَحقَّت

شامَتِ البَرْقُ حينَ لاحَ مَطِيٌّ أضْمَرتْ لَوعَةً وأبْدَتْ حَنينا وشجاها الأسى فقال رفيقي

خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً بخضابٍ منه فَيَنْغَرَ جُرْحي وإذا ما خسرتَ يوماً من العم

قد أرانا مكافحُ الأُسْدِ سيفاً حَدُّهُ في طَلا عِداهُ وَلُوجُ فَرَأينا في دَسْتِهِ بَحرَ بأسٍ

أسِهامٌ مُفَوّقاتٌ لرمْيِي أم قِداحٌ مفوَّقات لضربي صائباتٌ جميعُهَا فاتراتٌ

كم غريبٍ حنّتْ إليه غريبَهْ وكئيبٍ شجاه شَجْوُ كئيبَهْ سُلّطَتْ كرْبةُ التنائي علينا

وإذا كان عند قَلبِكِ قَلبي لمَ يضِزنا تنازحُ الأبدان وتصفَّح بعينِ صَفحِك نظماً

ليَ قلبٌ من جَلمَدِ الصّخرِ أقسى وهو من رِقّةِ النّسيمِ أرَقُّ كهَصورٍ في كفّه الظُّفْرُ عَضْبٌ

فيه لي جنة وفيه نعيمٌ وعذاب أشقى به ونعيمٌ جاءني عائداً ليعلَمُ ما بي

كيف لم يشتعل بنار اشتياقي قلم لي أبُثُّهُ ما ألاقي كان حلوَ المذاق عيشيَ للقُر