بحر الخفيف

المَنايا تَجوسُ كُلَّ البِلادِ وَالمَنايا تُفني جَميعَ العِبادِ لَتَنالَنَّ مِن قُرونٍ أَراها

إِنَّ ذا المَوتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ يَهلِكُ المُستَجارُ وَالمُستَجيرُ إِن تَكُن لَستَ خابِراً بِاللَيالي

رُبَّ أَمرٍ يَسوءُ ثُمَّ يَسُرُّ وَكَذاكَ الأُمورُ حُلوٌ وَمُرُّ وَكَذاكَ الأُمورُ تَعثُرُ بِالنا

قَد رَأَيتُ الدُنيا إِلى ما تَصيرُ كُلُّ شَيءٍ مِنها صَغيرٌ حَقيرُ أَنَ في حيلَةِ التَخَلُّصِ مِنها

كُلُّ حَيٍّ إِلى المَماتِ يَصيرُ كُلُّ حَيٍّ مِن عَيشِهِ مَغرورُ لا صَغيرٌ يَبقى عَلى حادِثِ الدَه

لَيتَ شِعري فَإِنَّني لَستُ أَدري أَيُّ يَومٍ يَكونُ آخِرَ عُمري وَبِأَيِّ البِلادِ تُقبَضُ روحي

زادَ حُبّي لِقُربِ أَهلِ المَعاصي دونَ أَهلِ الحَديثِ وَالإِخلاصِ كَيفَ أَغتَرُّ بِالحَياةِ وَعُمري

أَيُّها المُبصِرُ الصَحيحُ السَمَيعُ أَنتَ في اللَهوِ وَالهَوى مَخدوعُ كَيفَ يَعمى عَنِ السَبيلِ بَصيرٌ

إِنقِطاعُ الأَيّامِ عَنّي سَريعُ إِنَّ ما عِندَ اللَهِ لَيسَ يَضيعُ عَجَباً إِنَّ مَن تَعَبَّدَتِ الدُن

أَيُّ عَيشٍ يَكونُ أَبلَغَ مِن عَي شٍ كَفافٍ قوتٍ بِقَدرِ البَلاغِ صاحِبُ البَغيِ لَيسَ يَسلَمُ مِنهُ