بحر الخفيف

يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَوادي سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً

أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ بِالرِمالِ النَواعِمِ البيضِ مُغرى طافَ تَحتَ الضُحى عَلَيهُنَّ وَالجَو

اِتَّخَذتِ السَماءَ يا دارُ رُكنا وَأَوَيتِ الكَواكِبَ الزُهرَ سَكنا وَجَمَعتِ السَعادَتَينِ فَباتَت

لَكَ في الأَرضِ وَالسَماءِ مَآتِم قامَ فيها أَبو المَلائِكِ هاشِم قَعدَ الآلُ لِلعَزاءِ وَقامَت

هالَةٌ لِلهِلالِ فيها اِعتِصامُ كَيفَ حامَت حِيالَها الأَيّامُ دَخَلَتها عَلَيكَ عُثمانُ في السِل

مالَ أَحبابُهُ خَليلاً خَليلا وَتَوَلّى اللِداتُ إِلّا قَليلا نَصَلوا أَمسِ مِن غُبارِ اللَيالي

يا ثَرى النيلِ في نَواحيكَ طَيرٌ كانَ دُنيا وَكانَ فَرحَةَ جيلِ لَم يَزَل يَنزِلُ الخَمائِلَ حَتّى

آلَ زَغلولَ حَسبُكُم مِن عَزاءٍ سُنَّةُ المَوتِ في النَبِيِّ وَآلِه في خِلالِ الخُطوبِ ما راعَ إِلّا

كاتِبٌ مُحسِنُ البَيانِ صَناعُه اِستَخَفَّ العُقولَ حيناً يَراعُه اِبنُ مِصرٍ وَإِنَّما كُلُّ أَرضٍ

ساجِعُ الشَرقِ طارَ عَن أَوكارِهِ وَتَوَلّى فَنٌّ عَلى آثارِهِ غالَهُ نافِذُ الجَناحَينِ ماضٍ