بحر الخفيف

ذاتَ لَيلٍ كَتُربَة القَبرِ بارِد أَو كَصَدرٍ خَلا مِن العَطفِ حاقِد عَرَّجَت غادَةٌ مُلَثَّمَةُ الوَج

وَاِستَفاقَ المَريضُ من هَذَيانِه وَلَهيبُ النيرانِ في أَجفانِه وَحُماتُ الأَوجاعِ تَنزِعُ مِنهُ

كَيفَ حالُ المَريضِ ماذا جَرى لَهُ كَيفَ أَمسى تُرى وَفي أَيّ حاله إِنَّ قَلبي لَدى سُؤالِك هذا

حَملَ الداءَ مِن شَواطىءِ مِصرا وَأَتى زَحلَةً فَصادَفَ قَبرا لَم تُرِعهُ طُيوفُ بَلواه لَو لَم

عِندَ ذا هبَّ جالِساً وَتَهَيّا لِيُناجي غَرامُه العذرِيّا وَحَفيفُ الصَفصافِ يَهمِس في النَه

تَسأَلُ الغَيبَ أَن يُريها المَصيرا وَتُوالي بكاءَها وَالزَفيرا تَستَغيثُ الإِلهَ حيناً فَلا تَس

أَيُّ داءٍ يشفُّهُ أَيُّ داءِ يا إِلهي يا مُنقِذَ الأَبرِياءِ أَيُّ داءٍ يشفُّهُ فَعَلى عَينَي

في رَبيع الحَياةِ حُلوُ الخِصالِ طَيِّبُ الخُلقِ واسِعُ الآمالِ أَوشَكت صورَةُ الألوهَة أَن تك

شاعِرُ القَلبِ ضاقَ عَنهُ البَيانُ وَالقَوافي وَاللَفظُ وَالأَوزانُ صامِتٌ يُرسِلُ التَنَهُّدَ شِعراً

هُوَذا الغابُ وَالمَجاري الجَميلَه وَالصُخورُ الأَطوادُ وَالأَدواحُ هوذا الكوخُ في ظِلالِ الخَميلَه