بحر الرجز

وَرَوْضَةٍ مُسْبَغَةِ الأَصْدَاغِ أَحْكَمَهَا تَأَنُّقُ الصَّبَّاغِ فَبَلَغَتْ نِهَايَةَ البَلاَغِ

غَيْثٌ أَتَانَا مُؤْذِنَاً بِخَفْضِ مُتَّصِلَ الوَبْلِ حَثِيْثَ الرَّكْضِ يَقْضِي بِحُكْمِ اللَّهِ فِيْمَا يَقْضِي

يَا لَقْومٍ لِلزَّائِرِ المُجْتَازِ زَارَ أَحْبَابَهُ عَلَى أَوْفَازِ زَارَ يَقْظَانَ مِثْلَ ما زَارَ فِي النَّوْ

مُلَمْلَمِيْنَ فوقَ جُرُفٍ هارِ قد نُحِتَا شِبْهَيِنِ في نَجَارِ دارا كمثلِ الفَلَكِ الدّوّارِ

دواءُ داءِ الثَّملِ المخْمُورِ رَشْفُ رُضَابِ شَبمٍ مَقْرُورِ رَقَّ كَدَمْعِ العاشِقِ المهجُورِ

يا ابنَ الذي استَسْقَى به الناسُ المطَرَ وعمّ خَيْرِ الخَلْقِ بَدْواً وحضَرْ اشربْ من الشّمْسِ على ضوءِ القَمَرْ

وزائرٍ زارَ وَقَدْ تَعَطَّرا أسَرّ شُهْداً وأَذَاعَ عَنْبَرَا واستكْثَرَتْ منه اللّهاةُ سُكَّرَا

ما أبْصَرَتْ عَيْني ولا عينُ أحَدْ أحسنَ من روضٍ أريضٍ مُنْتَضِدْ بباغِ مَسْعُودِ على بابِ البَلَدْ

مُلَمْلَمَاتُ الجسمِ من صيْخُودِ مُقَنَّعَاتٌ قِطَعَ الجُلُودِ مُزَنَّرَاتٌ بخيوطٍ سود

مستهترٌ بالرمي واهٍ عضُدُهْ يُطِيْعُهُ القَلْبُ وتَعْصِيْهِ يدُهُ أحصنُ شيءٍ حين يرْمي طردُه