بحر الرمل

طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجَناحْ مَرْحباً بالشّمسِ في غيرِ صَباحْ سلّمَ الإيماءُ عنها خجلاً

غَيّرَتْهُ غِيَرُ الدّهرِ فشابْ ورمته كلُّ خود باجتنابْ فغدا عند الغواني ساقطاً

أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ أم سراجٌ نارُهُ ماءُ العِنَبْ أم عروسٌ فوق كرسيِّ يدي

ودّع الصبرَ محبّ ودّعك ذائع مِن سرّه ما اِستودَعك يقرع السنّ على أَن لم يكن

إذ دعا الندمان طيباً سقِّني فضلَة الكأس فقد طال العطش من سُلاف سَلَفت في دنِّها

لحَظاتٌ من شبيهات الدُّمى صرعتني بين ظَلم ولَمى بعد ما قلتُ تناهت صبوتي

أنتُ عمَّا حَلَّ بي في شغلِ إنما يرثي لمثلي من بلي ليَ وعدٌ عند عينيك مضى

قمريُّ الوَجهِ أَبدى بضحى وَجهِهِ خَطُّ الغَوالي غَبَشا فَأَراني سُبَحّاً في ذهبٍ

غُصُنٌ يَهتَزُّ في دِعصِ يَجتَني منه فؤادي حُرَقا أَطلع الحسنُ لَنا من وَجههِ

مَثَلُ الرِّزقِ الَّذي تَطلُبهُ مَثَلُ الظِّلِّ الَّذي يَمْشِي مَعَكْ أَنَْت لَا تُدْرِكُهُ مُتَّبِعًا